ليس من المطلوب ان تنزل الى قاع البحر وانت لا تجيد العوم ثم تصيح انقذوني.. انقذوني.. وليس من المفروض ان تترك احدا يدفعك الى الغابة فتفترسك الوحوش ثم تنادي مظلوم.. مظلوم فليس من عادة الآخرين, ان كنت تجهل انقاذ غيرهم الا في حالة واحدة تكون فيها لهم مصلحة مباشرة. ولان الحياة بجمالها وقبحها, بحنانها وقسوتها, بوفائها وجحودها, بصدقها وزيفها, تصدم الكثير منا.. فان المطلوب في جميع الحالات ان يتخذ المرء لنفسه وقاية.. فلا يبالغ في محبته لاصدقائه وان يكون موضوعيا في ذمه لاعدائه.. فيخفف من هجمات الشراسة عليهم وما اصدق علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه حينما قال: (احبب حبيبك هونا ما.. عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما.. عسى ان يكون حبيبك يوما ما). ان الندم الذي يقتل الحالمين منا هو احساسنا بان هناك من الاصدقاء من هم على استعداد كامل للتضحية والقتال من اجلنا حتى آخر قطرة من دمائهم.. بينما قد تكون هذه المسألة نسبية او حتى لا اساس لها من الصحة. وخير لك واشرف ان تغرق وحولك مجموعة من الاعداء.. من ان تظلم وحولك مجموعة من الاصدقاء!! على الاقل لن تشعر (بالغبن) و(المأساة) وهذا اخطر ما في الموضوع والكلام هنا ليس دفاعا عن الاعداء.. وليس اتهاما للاصدقاء.. ولكنها دعوة لان يتحسس كل انسان موضع قدميه جيدا.. فاذا غرق فلا يلوم احدا.. واذا ظلم لا ينتظر ان يدافع عنه احد. وقبل ان تسأل عن اصدقائك هل هم بخير.. اسأل عن اعدائك, لو استطعت, هل هم بخير ايضا. وقفة: الحياة اليوم اقسى انواع المعارك الصامتة التي عرفها الانسان في التاريخ.. نحن نموت جميعا والفاعل هو الانسان!! فالجميع يحملون السموم للجميع. فاطمة مسفر الجعيد