يتساءل الكثير منا: من الصديق الذي يحظى بان يتقلد وسام الصداقة، فالكل منا له زملاء واخوة يحبهم ويحبونه ويستأنس بلقائهم ومسامرتهم. ولكني اتساءل يا ترى ما الصديق والاخ الذي اميل اليه واجعله النديم الذي ابث اليه مشاعري واعطيه الثقة الكاملة. والاجابة، بان ذلك لا يتحقق في سنة او سنتين بل لابد من حدث معين وظرف طارئ يتمحص به الصديق من هذا الكم من الاخوة والزملاء. ونستأنس "بالقاعدة العمرية التي قعدها عمر ابن الخطاب: رضي الله عنه لتكون مقياسا لمعنى الصداقة يقول له: هل سافرت معه؟ وهل عاملته بالدينار والدرهم"؟ وذلك لان السفر يسفر عن صاحبه ويكشف القناع الذي يتجمل به امام زملائه، وكذلك التعامل بالمال في وقت الشدائد يبين حال الصديق، وهذا ميزان عادل من خليفة عادل وعلى هذا نستأنس بقول احدهم: اذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى. والصديق في هذا الزمان بل وفي كل زمن انسان عادي يخطئ ويصيب واياك اياك ان تجرى اختبارا على ضوئه تحدد صديقك من غيره لان الصديق لا يتبين الا في الحالات الصعبة كما قيل "الصديق في وقت الضيق" فالاجدر بك ان تطبق هذا الاختبار على نفسك لاننا جميعا لا نسلم من الخطأ كما يقول بعضهم: ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها كفى المرء نبلا ان تعد معايبه ويقول آخر سامح اخاك اذا خلط منه الاجابة بالغلط من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط فالسماح وغض الطرف عن هفوات الصديق وتذكر محاسنه دوام لرابطة الصداقة، لان هذه الحياة تحتاج لمن يواسيك في الازمات ولمن يسدي لك النصح ولمن تبث له احزانك وهمومك يقول الشاعر: ولابد من شكوى لذي مروءة يواسيك او يسليك او يتوجع ويقول آخر اخاك اخاك ان من لا اخاله كساع الى الهيجا بغير سلاح فاختيار الصديق المؤمن الصالح مكسب عظيم وصيد ثمين ولكن هل تصل الصداقة الى التعلق التام بالصديق الى حد عدم الاستغناء عنه. فهذه مخاطرة. حيث انه ورد في الاثر قوله "احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما" فالاعتدال في ذلك مطلوب ولابد من وضع اسوأ الاحتمال لما يحدث بينك وبين صديقك حتى لا تفاجئك المواقف التي لن تتوقعها ان تحدث. عبدالرحمن صالح/الاحساء من المحرر افكار جيدة ولكن لابد من التكثيف والتقليل من الاستشهادات الشعرية