الاسبوع الماضي كان حافلا بالاحداث التي غيرت مفاهيمنا عن الرياضة والمنافسة وحولت الصالات والملاعب الى ساحات حرب وكر وفر، وسأذكر بعض الاحداث التي سمعتم عنها عبر وسائل الاعلام ففي مباراة الخليج ومضر لكرة اليد خرجت الجماهير من الصالة لتتشابك وتتبادل اللكم والرفس وربما العض والقرص وفي مباراة الصفا والعدالة لم يكن هناك صفاء بحجة ان العدالة لم تكن موجودة وتعرض احد الحكام لعلقة نتيجة هذا التصور وفي دورة الصعود (قدم) حدثت مشاجرات وتعديات خاصة في مباراة عكاظ والتقدم. وفي الرياض تشاجر شباب الشباب مع عدد من الجماهير الحاضرة في نادي الهلال ويقال ان فؤاد انور هرب بسيارته من احد بوابات النادي الخلفية. ومن خارج الحدود تبادل لاعبو كاظمة الكويتي والاهلي الاماراتي في بطولة الخليج لكرة اليد اللكمات واستخدموا الكراسي والاحذية ومزقوا قمصان بعضهم البعض قبل ان تتمكن قوات الامن القطرية من السيطرة على الموضوع. اما الاخطر فهو ما نشرته هذه الجريدة قبل ايام من ان اخا قتل اخاه بسبب مباراة الاهلي والاتحاد التي انتهت بفوز الاخير بكأس ولي العهد. تصوروا كل هذه الاحداث في اسبوع واحد!! هل يعقل ان يصل الحال بنا الى هذه الدرجة من التعصب والانفعال والانفلات وهل يقبل عقل او منطق او دم او دين ان يقوم اخ بقتل اخيه بسبب كرة قدم او بطولة او منافسة؟؟ صدقوني الرياضة والمنافسة ليسا السبب وراء هذه الاحداث انما الجهل بمعاني واهداف الرياضة ورسالتها النبيلة ثم التربية والسلوك والتعود وهي الامور التي تعكس ما بداخل الانسان من عيوب مخفية تخرج عند اول حالة اختناق.. مشكلتنا الازلية اننا نرفض الهزيمة ونرفض تفوق الآخرين ولا نعترف بان الرياضة كما الحياة فوز وخسارة ويوم لك ويوم عليك. ولعلكم اعزائي القراء تتابعون البطولات العالمية وتشاهدون الفرق الصغيرة والكبيرة وهي تتعرض لاخطاء تحكيمية فاضحة ومع ذلك تنتهي المباريات بابتسامات ومصافحات وربما قبلات. هذا هو الفرق بين الجهل والتحضر فمتى يا ترى نرتقي بافكارنا واخلاقنا حتى تصبح الرياضة محترمة واهدافها واضحة ومنافساتها ممتعة؟؟ انا متأكد ان الذين ارتكبوا تلك الاخطاء من لاعبين او جماهير عاتبوا انفسهم بعد ان هدأوا وراجعوا حساباتهم ووجدوا انفسهم في حرج امام الاعلام الرياضي وامام اقاربهم واصدقائهم ومحبيهم... اتمنى ان تكون تلك الاحداث عبرة لا قدوة.. ولكم تحياتي،،