عزيزي رئيس التحرير عندما يغيب التنظيم والترتيب تتعرض حياة الانسان للاهتزاز.. كيف لا؟ والتنظيم والترتيب يجعلا حياته مستقرة ونفسه مطمئنة والله عز وجل انشأ هذا الكون على اسس غاية في الاحكام ودقة في النظام فقد قال تعالى: (صنع الله الذي اتقن كل شيء)هذه الآية تنبه عقولنا. أن هذا الكون كله قام على النظام والترتيب لذلك يجب علينا غرس حب النظام في حياتنا وكافة امورنا، والناظر بعين العقل والبصيرة في حقيقة الاسلام يجده يأمر بحفظ الاوقات من الضياع والمسلم يتميز عن غيره بحفظ وقته وعمره فهو يحرص كل الحرص على تنظيم اموره العامة والخاصة حتى يحصل على رضا ربه ثم السيطرة على نفسه وعندها تطغى العشوائية والفوضوية على حياة الانسان فتصبح حياته مختلة ويصاب بالعجلة والارتباك ولايستطيع السيطرة على نفسه نظرا لفقدان التوازن واختلال القوى العقلية والفكرية والجسمية لديه، وذلك كله بسبب غياب التنظيم والترتيب وفي تلك اللحظة لابد ان تنعكس آثارها السلبية على الانسان وعلى حياته. والانسان في هذه الحياة لابد له من التخطيط حتى يكون ناجحا في كافة اعماله وهذا بلاشك يتطلب معرفة اهمية الوقت وانه هو الحياة وقديما قالوا: اذا لم تستخدم عقلك فستضطر الى استخدام اقدامك والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع التخلص من الفوضوية؟؟ والاجابة عن هذا السؤال تبدأ من عند الانسان نفسه فالله تعالى يقول في محكم التنزيل (بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)، والتغيير بدون ادنى شك يبدأ من عند الانسان (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، والحقيقة أن هناك وسائل وأمورا تساعد الانسان على التخلص من الفوضوية منها على سبيل المثال: معرفة اهمية الوقت وانه هو الحياة وان يحرص الانسان على تربية نفسه على مبدأ (الغيرة على الوقت من الضياع) فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك, وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك, وغناك قبل فقرك) فمن عرف اهمية الوقت كان دافعا له لاستغلاله فيما يعود عليه بالنفع والفائدة. والوقت انفس ما عنيت بحفظه وأراه اسهل ما عليك يضيع وصدق الله من قال اضاعة الوقت من علامات المقت. ومما يساعد الانسان على التخلص من الفوضوية في حياته التربية الذاتية، فالانسان الجاد في حياته هو الذي يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة ولايترك لنفسه الحبل على الغارب لتفعل ما تشاء في كل صباح ومساء وما اجمل ما قاله الشاعر: وأعقل الناس من لا يرتكب سببا حتى يفكر فيما تجني عواقبه وعندما يتحكم الانسان في نفسه تصبح حياته سعيدة وكل اموره حميدة والنفس من خيرها في خير عافية والنفس من شرها في مرتع وخم. محماس عايض الدوسري الخرج