هذا مثل عربي عرفته العرب من معترك حياتهم العملية وخلاصة المثل أن من كثرت معاذيره فحري أن يمتطي الكذب ولذلك كره العرب كثرة المعاذير واعتبروها مقدمة للكذب وهو تلك الخصلة الذميمة التي مجتها عقول أهل الجاهلية وجاء الإسلام ببيان حكمها ، فقد قال عليه السلام ( أن الكذب يهدي للفجور وأن الفجور يهدي إلى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عندالله كذابا،ونفى عليه السلام أن يكذب المؤمن ، ومن المعاذير التي يشوبها الكذب تلك الحجج الموهمة التي تأتي على خلفية القصور في أداء الواجبات كتقصير الموظف في أداء عمله، وما أن يساءل إلا وتجد سيلا من المعاذير التي قلما تسلم من الكذب باستثناء أهل الأعذار الصادقة ، و هم لا يتناولهم حديثنا ولكن الحديث موجه إلى من يغيب عن عمله فيدعي المرض وهو صحيح ، ومن يقصر بمهام وظيفته فيدعي ضغط العمل وهو مشغول بقراءة الصحف والتحليلات الرياضية والاتصالات الهاتفية ، ومثلهم من يتساهلون في أداء الحقوق المالية...الخ لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أومن قلت الأدب أخي الكريم إن من اعتاد الكذب فمن عاجل عقوبته بالدنيا أنه لا يصدق وإن صدق والصدق منجاة قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ولنحذر من الكذب فإن المعاذير وإن أجدت يوما في التملص من الحقوق فإنها لا تقبل في الآخرة قال تعالى ( ينبا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) وقال تعالى ( يوم لاينفع الظالمين معذرتهم) وفي الختام نهمس في إذن كل أب ومربي ومربية أن يربوا أبناءهم وطلابهم وطالباتهم على الصدق ، أسال أن يجعلني وإياكم من الصادقين في القول والعمل وصلى الله وسلم على الصادق المصدوق وعلى اله وصحبه أجمعين0 معتق بن عواض الحربي ريئس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الدوادمي