اكد وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح عبدالعزيز ال الشيخ مجددا على الدور المناط بائمة وخطباء المساجد والجوامع نحو اداء هذه الوظائف الشرعية التي اوكلت اليهم من قبل ولي الامر، وقال: ان اصل امامة المسجد هي النبي صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم الذي أذن وأمر بان تقام المساجد في الدور يعني في الاحياء وان تنظف وتطيب كما صح ذلك لحديث عائشة رضي الله عنها، المساجد تبنى لاقامة عبادة الله جل جلاله في توحيده والانابة اليه اقامة الصلاة المفروضة جماعة. وابان ان امام المسجد، امام الفروض عليه من المهمات في هذا الصدد ما به تحقيق هذه الامانة الشرعية، ولذلك وظائف المساجد، وظائف احتساب وليست وظائف اجور انما هي احتساب يقوم بها العبد احتسابا لله عز وجل وطلبا للاجر والثواب وما يؤخذ انما هو عطاء ورزق للاعانة وليس اجرا، وهذا عليه جمهور اهل العلم بان العبادات لايجوز ان يؤخذ عليها اجر وكما جاء في حديث ابن عمر قال: (واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه اجرا). جاء ذلك خلال لقاء الوزير آل الشيخ بائمة وخطباء المساجد والجوامع في الباحة الذي تم في مقر فرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف في الباحة أمس، حيث استهل معاليه اللقاء قائلا: ان هذا اللقاء دائما نحرص عليه لان فيه الكثير من تبادل الآراء والافكار ومعرفة الوجه الشرعي في كثير من المسائل التي تهم خطيب وامام المسجد. وشرح ان الاحتساب في الامامة والأذان والخطابة ان يكون قصد المرء اقامة هذه الشعيرة وتذكير الناس بها واداء الامانة في هذا الصدد والقربة لله عز وجل والقيام بهذا العمل لانه يأنس من نفسه رشادا، وقراءة للقرآن تؤهله لمثل هذا، وكذلك الأذان وما يأتي بعد ذلك من عطاء مادي هو تبع وليس بأصل في القصد والنية، وهذا يصحح الاصل الشرعي عند منتسبي المساجد من الخطباء والأئمة والمؤذنين لان القصد ان يعين نفسه وغيره، وان يقوم بالفرض الكفائي في القيام بهذه الواجبات الشرعية وهذا يجعل العبد في اخلاص دائم. واسهب في الحديث عن جانب الاحتساب في هذه الوظائف الشرعية، وما يترتب عليه من واجبات على الامام والمؤذن والخطيب. ثم اشار الى برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الذي تنفذه الوزارة في مختلف مناطق المملكة، ومرور اللجان المختلفة المتفرعة عن البرنامج على كثير من المساجد والقرارات والتوصيات الصادرة عن الفرق الميدانية واللجان الفرعية، مشددا معاليه على اهمية ان يراعي الجميع الامانة الموكلة اليهم كما ينبغي، وان يتم التناصح فيها لان هذه امانة أداء لعبادة ورعاية لهذه العبادة ليست كأي عمل آخر، وليست وظيفة مثل الوظائف الاخرى هذه نقطة لابد التنبه لها. وفي سياق حديثه عن واجبات الائمة والخطباء. قال: ان على الامام ان يكون مؤلفا للناس ولجماعة المسجد بل واهل الحي عنده او اهل البلد التي هو فيها فانه مصدر خير يجب ان يكون قوله دائما طيبا، وفعله دائما طيبا، وان يكون قدوة للناس في الخير وفي الاعمال يفتح الخير، ويقلل الشر، ويؤلف بين قلوب الناس لأن من اهم الواجبات تأليف القلوب، قال الله عز وجل في اول سورة الانفال (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم). وفي هذا الصدد ابان ال الشيخ ان اصلاح ذات البين من المقاصد الشرعية والنبي صلى الله عليه وسلم ونوابه كانوا يصلحون ذات البين فهذا من المهم، فاذا جاء امام وكان لايهتم بهذه المسألة وربما فرق بين بعض الجماعة بعض الخلاف، ما يجب عليه، الواجب عليه ان يكون عنصر خير ويحقق واجبه بتأليف الناس، وجمع الكلمة في الخير، وتحبيب الخير للناس. واضاف القول: كما يجب على الامام ان يجعل المسجد مكان خير في نشر وتهيئة المواعظ فيه، ووعظ الناس، وتهيئة دروس العلم والمحاضرات ان تيسر بعد الرجوع للجهات التنظيمية بفرع الوزارة ونحو ذلك، وان يكون المسجد فيه موعظة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده قال ربما وعظ الناس، فأصل وجود الموعظة في المساجد احيانا ان لها أصلا شرعيا كما هو معلوم، وهذا هو الذي ينبغي الامام ان يتعهده، وان لا يجعل مسجده خلوا من افادة الناس في امر دينهم لأن الصلاة وان كانت هي الاساس في كل العبادة لكن يحتاج الناس الى توعية وارشاد في عدد من المسائل التي يحتاجون اليها، ايضا على الامام ان يكون مدققا في المسائل التي تتعلق بصيانة المساجد وأشباه ذلك، فقوة المسجد في صيانته ونظافته في جميع شؤونه. وتناول معاليه بالحديث خطيب الجامع، وقال: انه يقوم بواجب عظيم، وخطباء المساجد جزاهم الله خيرا يشكرون على ما يقومون به من جهود كبيرة لاسيما من كان اماما وخطيبا يعني يكون اماما ويخطب ايضا، هذا لاشك عمل عظيم وما يأخذه من عطاء لايمثل حقيقة ما يقوم به من عمل فله ان شاء الله تعالى من الله الاجر والثواب. وقال ان الأصل الشرعي ان الخطيب هو أعلم الناس لأنه يرشدهم ويبين لهم الاحكام وان يكون هو على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم لان هذه عبادة لله عز وجل، وكما جاء في الحديث الصحيح انما خففت صلاة الظهر الى ركعتي الجمعة لأجل الخطبتين، المقصود من ذلك ان صلاة الجمعة صلاة مستقلة بذاتها وليست بدلا عن صلاة الظهر على الصحيح، هي صلاة مستقلة في ذاتها لها احكامها والخطيب يجب ان يستحضر انه يخطب. وتحدث بعد ذلك عن عدد من الأمور المتعلقة بخطبة الجمعة وما يجب على الخطيب في ذلك، وقال: الامر الاول ان تكون الخطبة مراعى فيها السنة، والسنة في الخطبة تشمل اشياء الأول ان تكون قصيرة لان قصر الخطبة من السنن الظاهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بل حث النبي صلى الله عليه وسلم على قصر الخطبة فقال: (ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه) يعني: دليل على فقهه، السنة الثانية في خطبة الجمعة ان تشتمل على الموعظة كما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يعظ الناس هذا في حديث جابر في مسلم فالموعظة مقصودة، واليوم الناس اصبحوا يخطبون بأمور عقلية ويقللون الموعظة يعني اما امور علمية، او امور من واقع الناس العصري واشياء من هذا ويقللون المواعظ، هذا لاينبغي، المواعظ أساس في الخطب التذكير بالآخرة، التخويف من الذنوب، الترغيب في الخير، في الأجر والثواب في الفرائض التحذير من الموبقات هذا أصل في الخطبة. واسترسل في حديثه عن سنن الخطبة قائلا: الثالث من السنن ان يراعي الخطيب حال الناس في هذا الزمان ينبغي له ان يحرص على الوقت، ووقت خطبة الجمعة مختلف فيه كما هو معلوم لكن الذي ينبغي ان يخطب الناس بالوقت المجمع عليه وهو ان لا يصعد المنبر الا بعد الزوال، ومما ينبغي ان يراعيه الخطيب في خطبته ان يعرض بين الحين والاخر في طرق الموضوعات التي تمس حياة الناس، اما موضوعات اجتماعية، شيء حدث في الناس يطرقه لكن يكون في طرقه لهذه الموضوعات متحريا الحكمة والموعظة الحسنة لايعنف على الناس ولا ايضا يسهل الامر جدا يكون حكيما في تناوله بما يؤثر في النفوس، فينبغي على الخطيب ان يتحرى اليقين لان هذه الخطبة عبادة لايسوغ فيها الاجتهادات الفردية، وانما على الخطيب ان يأتي بالأمور اليقينية الواضحة، وهذه الامور المستجدة الباب واسع فيها ان تتناول باليقينات من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذكر الآيات والاحاديث وكلام أهل العلم الواضح في هذه الموضوعات فالكلام الكثير والتفصيلات والاجتهادات قد تضر بصاحبها من جهة العبادة ضررا بينا لانه يجتهد في امر هو من العبادات التي لا ينبغي ان يدخل فيها. ومضى معاليه قائلا: وكذلك الامام فيما يلقيه من كلمات وفي عمله ان يجتهد ايما اجتهاد في توحيد الكلمة ووحدة الصف وان لايحدث برأيه تفريقا للناس وبث بعض الافكار التي تحدث فرقة في الامة، معلوم انه باجماع اهل الحديث صلى الله عليه وسلم اتى بأربعة امور اساسية تمثل اصول، ماجاء به صلى الله عليه وسلم من الشريعة، الأصل الأول التوحيد بتحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وعبادة الله وحده والاخلاص له والبعد عن الشرك والبراءة من الشرك واهله، الأصل الثاني طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله و مقتضى هذه الشهادة ان يطاع صلى الله عليه وسلم فيما امر، وان يصدق فيما اخير، وان يجتنب ما نهى عنه وزجر وان لايعبد الله الا بما شرعه صلى الله عليه وسلم. وواصل الوزير آل الشيخ قائلا: الامر الثالث من الأصول، الأمر بملازمة ولي الامر والسمع والطاعة له وعدم معصيته او مخالفة امره الا اذا أمر بمعصية الله جل جلاله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل جلاله لان طاعة ولي الامر تتبع لطاعة الله جل جلاله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لهذا قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فيجب ان يسمع ويطاع لولاة الأمور وان يجتمع معهم، وان يتعاون معهم على البر والتقوى، وان لايثبط عنهم، وان يقوي جانبهم لأن هذا اصل شرعي الدليل عليه كثير من الكتاب والسنة. واضاف قائلا: الرابع من الأصول السعي في الاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق تحقيقا لقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)، كما رواه الامام احمد وغيره باسناد جيد، وهذه الأصول الأربعة صدر بها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى صدر بها كتابه (مسائل جانبيه التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية)، فهذه الأصول الاربعة يجب على الخطيب والامام ان يحرص عليها لأن هذه فيها قوة للكلمة وقوة في اجتماع الامة، وقوة لنا فيما نأتي وفيما نذر، والخير يتحقق بوجودها اذا سعينا فيها، واما اذا ظن المرء انه بقوته وغيرته المتوهمة التي لم يراع فيها هذه الأصول انه يكون انفع للأمة فانه مخطئ قطعا بالدليل، مشيرا الى ان التجارب والتاريخ يثبت ذلك.