الشعر العربي القديم كان ومازال محط الأنظار اتجهت إليه أنظار القدماء والمحدثين للبحث والدرس . هناك من طرق الأغراض الشعرية وآخر اتجه الى المضمون، وثالث بحث قضايا الشعر. وتتعاقب الدراسات تلو الدراسات، لتنقب لنا عما هو جدير بالقراءة . بهذه المقدمة قدم الناقد محمود عبيد الله ورقة عن (الإيقاع في الشعر الجاهلي )المعلقات نموذج. الايقاع الخارجي حيث جاء فيها: إن الدراسة انتهت إلى رسم صورة واضحة لإيقاع المعلقات، فقد لمست في الفصل الأول ، طبيعة الإيقاع الخارجي في المعلقات فكان ثلاث معلقات تماهت في ايقاعها الخارجي على البحر الطويل هي لامريء القيس وطرفة وزهير، وأن هذا الوزن يتضافر مع النسيج القصصي الذي اتبعه شعراء المعلقات على حد وصفه . تفجير اللغة وبين أن معلقتين جاءتا على وزن الكامل هما لعنترة ولبيد، وأن طبيعة اللغة الشديدة المتفجرة هيمنت على معاني والفاظ هاتين المعلقتين، ليتواءم كل ذلك مع ايقاع الكامل الذي وصل عدد حركاته الى الثلاثين . سهولة الافضاء كما عرض الناقد معلقة الحارث فوجد أنها على وزن الخفيف وأوضحت الدراسة أن سهولة الإفضاء ويسر النظم تضامنا مع وزن الخفيف، الوزن المتدفق السهل . وتناول معلقة عمرو بن كلثوم وايقاعها المتحمس ورقة أبياتها العالية التي تواءمت مع وزن الوافر، وتطرق أيضا إلى ظاهرة التدوير في المعلقات . الانفراد الصوتي وبين عبيد الله أن التفاوت في نغمات القوافي سمح بدراستها على أساس صوتي مقطعي موضحا أن كل معلقة تنفرد ببنية صوتية مقطعية مستقلة عن الأخرى . الإيقاع الداخلي توصل الباحث إلى أن الإيقاع الداخلي في المعلقات عماده التكرار الذي يسهل فعل الإنشاد وانتهى إلى أن الشاعر المعلقاتي استعمل لكل معنى أصواتاً تلائمه. فللطلل أصوات المد الطويلة، وللماء أصواته الاحتكاكية وللمرأة أصواتها المخفوضة، وللحرب أصواتها الانفجارية المجلجلة. الهمس والجهر وفتح باب المداخلات وكان أولهم أحمد مجلي الذي تساءل عن الفرح والسرور مبيناً أنه قليل جداً في المعلقات. ولماذا لم يوضح الباحث المهموس والمجهور في المعلقات ؟!! المغمور أفضل فيما اختلف عبد الله بانيب مع الباحث وأن الورقة أتت مبتسرة ولعل ذلك يعود لضيق الوقت، موضحاً أن مبعث الدراسة أنها تناولت المشهور وأغفلت المغمور، وأن الدراسة تجاهلت دراسات سابقة للدكتور عبد الله عبد المطلب والدكتور عبد الله الطيب صاحب كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب، ود. إبراهيم أنيس (موسيقى الشعر) وسأل الباحث لِمَ العاطفة عند امريء القيس لم تعلل بشكل أوضح ؟ البيئة والشعر وقال الشاعر محمد أبو زميرو: ان الايقاع الداخلي واضح، لأن الدلالة النفسية تؤدي إلى التقارب بالإضافة إلى السرعة في الحركة الداخلية وتساءل عن أن العلاقة بين البيئة والشعر لم يتناولها الباحث ؟ وجاءت مداخلة خالد العوفي كقوله لأحد النقاد القائلة : إن القصيدة الناجحة تضع نجاحها بنفسها ربطا بين الموضوع والوزن كيف يرى الناقد محمود عبيد الله ذلك ؟ وحاول الناقد خلال الوقت القصير الذي اتيح له أن يجيب عن جميع التساؤلات.