تناول الدكتور عبدالرحمن المهوس الأستاذ المساعد بجامعة الدمام، عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية في كتابه ( الشعرالسعودي المعاصر- دراسة في انزياح اللإيقاع ) الشعر السعودي المعاصر من منظور انزياح الإيقاع، متتبعا أبرز النماذج الشعرية التي نهضت بالشعر السعودي الحديث، حيث تناول كلا من الشاعر الدكتور غازي القصيبي والشاعر محمد الثبيتي رحمهما الله، إضافة إلى الشاعر أحمد الصالح (مسافر) وسعد الحميدين وعلي الدميني وثريا العريض ولطيفة قاري كنماذج. حاولت هذه الدراسة تفسير الانزياحات الإيقاعية تفسيراً فنياً، على أساس أنها عمليات مقصودة من المبدع، يرمي من ورائها إلى شيء يوحي به ولم تعمد إلى دور الوصي على الشعراء الذي يحدد الصواب والخطأ، كما لم تسع إلى التماس الأعذار للشعراء المعاصرين، بل سعت إلى استكشاف الانزياحات الإيقاعية وجماليتها. تناول الفصل الأول الذي يمثل مدخلا للدراسة انزياح الإيقاع في الشعر العربي القديم، على اعتبار أن الشعر المعاصر امتداد له وإن كان منزاحا عن نمطه فشرح صوره التي ورد عليها إلى جانب موقف النقاد العرب من تلك الانزياحات. ثم تناول الانزياح الإيقاعي في الشعر العربي من خلال قسمين رئيسين: الأول انزياح الوزن الذي أخذ عدة صور منها: غير المنظم كالزحاف ومنها المنظم كالمسمطات والموشحات التي نهجت نهجا منظما في انزياحها، فبرز للقصيدة العربية قوانين جديدة، لم تكن معهودة في السابق. أما المبحث الثاني فقد تناول انزياح القافية، منطلقاً من رؤية العرب للقافية التي شكلت عند معظمهم العنصر الثاني لإيقاع الشعر، وقد أخذ انزياح القافية أيضا شكلين رئيسين: أولهما الانزياح غير المنظم، والثاني الانزياح المنظم، الناتج عن قصدية واضحة للشاعر. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان (انزياح الإيقاع الخارجي) فخصص في مبحثه الأول للحديث عن انزياح الوزن في القصيدة السعودية المعاصرة وشرح أنماطه في قصائد الشعراء موضوع الدراسة، حيث تنوعت بين المزج الإيقاعي، والتناص الإيقاعي، و تشظي الإيقاع . وتناول في مبحثه الثاني انزياح القافية في الشعر السعودي المعاصر الذي شمل إضافة إلى القوافي الجديدة القوافي التي استثمرت ما سمي عيوب القافية في التراث، فأصبح هناك عدة أنماط للقافية عوضا عن القافية العمودية المعروفة. أما الفصل الثالث الذي عني بمناقشة (الإيقاع الداخلي) فخصص مبحثه الأول للإيقاع الصوتي وشرح أنماطه التي قسمت إلى التكرار، وتكرار التلاشي. وخصص المبحث الثاني لإيقاع التشكيل البصري، مشيراً إلى عوامل انزياح التشكيل، المتمثلة في انتشار المطابع، وتراسل الفنون، وسلطة القراءة، ومحللا أنماط التشكيل البصري التي تمثلت في الرسومات المصاحبة وتشكيل العمود، والتشكيل المجسِّد، والنبر الخطي، وإيقاع الثغرة.