بعد صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله واسرائيل طالبت ناديا، زوجة الجاسوس الإسرائيلي الشهير ايلي شاؤول كوهين، من الوسيط الالماني الذي انجز الصفقة ان يعمل على اثارة مسألة اعادة جثة زوجها الموجودة في سورية منذ عام 1965 إلى إسرائيل. وقد أعدم كوهين مع رفاقه عام 1965 في سوريا، بعد مهمة تجسس دامت اربع سنوات أمضاها باسم (كامل ثابت امين). كتب عن كوهين هذا الرجل الكثير ووصف بالأسطورة، ومنهم من قال انه كاد يصل الى مناصب راقية في سورية وانه رشح لمنصب وزير. ومن الذين كتبوا عن كوهين ومنهم المحامي الفرنسي جاك مارسيه الذي جاء الى دمشق مع فريق من المحامين للدفاع عن كوهين بعد القاء القبض عليه متلبسا. وهناك كتاب وحيد في دمشق تأليف شيمون شيغف. ولم تكتف اسرائيل بفريق المحامين الفرنسيين بل استخدمت ضغوطا على سورية لأجل اطلاق سراحه، فتدخلت ملكة بريطانية اليزابيت وكذلك الفاتيكان والكثير من رؤساء الدول والمفكرين والكتاب الا ان سورية اصرت على موقفها ونفذت حكم الاعدام بكوهين ورفاقه في الثامن من مايو 1965. كما ذكرنا كتب عن هذا الرجل الكثير واطلق عليه (الجاسوس الشيطان) و(محارب دمشق) و(جاسوس العصر). (اليوم) التقت اللواء المتقاعد صلاح الضللي الذي رأس المحكمة التي حكمت على بالإعدام على كوهين وفريق الجواسيس. وأصدر اللواء الضللي مؤخراً كتاباً بعنوان (حقائق لم تنشر عن الجاسوس الصهيوني ايلي كوهين وقصته الحقيقية). وجاء الكتاب غنياً بالمعلومات التي يقول اللواء الضللي انه كتبه بعد ان كثرت الكتب التي تتحدث عن كوهين خاصة (كتاب الجاسوس الاسرائيلي وحرب الايام السته) للكاتب زفيل دوي جيرولد بالينغر وكتاب وحيد في دمشق ل شيمون شيغف الذي وصف حالة كوهين النفسية كما وصفتها زوجته التي قالت: كان كوهين يعلم انه ذاهب الى دمشق ليلاقي حتفه لانه حاول عدة مرات ان ينهي مهمته في سورية الا ان الموساد كانت ترفض واليهود الغربيون الذين ارسلوه لا يريدونه ان يعود، لانه من اليهود الشرقيين وذلك حسب اعترافات كوهين، بينما كانوا قادرين على انقاذه ولكنهم لم يرغبوا. وقال اللواء الضللي: عندما دعي مجموعة من الضباط السوريين الى الأردن وكنت واحدا منهم في 20/3/1965، أي أثناء محاكمة كوهين، وحين وصلنا الى نادي الزرقاء سمعنا خبر زيارتنا في إذاعة إسرائيل (وفد ضباط سوريين يزور الأردن برئاسة صلاح الضللي)، أي انهم يعرفون كل تحركاتنا وبقينا في الأردن عشرة أيام وزرنا القدس وذهبنا الى قلقيلية ومررنا بجانب الجيش الإسرائيلي. وقال الضللي: ولو كان الإسرائيليون يريدون إنقاذ كوهين لكان من السهل خطفي.. أؤكد انهم لم يكونوا يريدون إنقاذه.. وقبل إعدامه بخمسة أيام قاموا بقصف مشروع التحويل نهر علىالأردن. @ اليوم: ما المعلومات التي نقلها كوهين إلى إسرائيل ؟. اللواء الضللي: ما نقله كوهين أخبار جرائد كان يقدمها له جورج سيف الذي كان مسؤولاً عن الدعاية والأنباء في الإذاعة السورية أي انه لم ينقل معلومات ذات أهمية استراتيجية.. الخبر الوحيد الذي نقله كان حول استقالة محمد عمران من قيادة الحزب وهذا نقله معزى زهر الدين ابن أخت عبد الكريم زهر الدين قائد أركان الجيش فأرسله الى إسرائيل. @ ذكر الكثير أن كوهين.. كاد يصبح وزيراً.. وكان له دور كبير في الأوساط السياسية السورية ؟. حسب اعترافات كوهين أن الموساد منعوه أن ينتسب إلى أي حزب سياسي في سورية ولكن الكتاب الصهاينة هم من صور كوهين على انه استطاع اختراق القيادة السورية. @ قيل أيضا عن لقاء كوهين مع الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في الأرجنتين ؟ هذا الكلام غير صحيح إطلاقا لأنني طلبت جواز سفر أمين الحافظ فهو وصل إلى الأرجنتين ليلة 1/1/1961 وأمضى ليلة رأس السنة في الفندق بينما كان كوهين على ظهر السفينة عائدا الى لبنان. @ هل السفارة الهندية في دمشق أم المخابرات المصرية وراء كشف حقيقة كوهين ؟ من كشف كوهين هو التشويش الذي كان يحصل على السفارة الهندية في دمشق وعندما تم قطع التيار الكهربائي عن الحي وإيقاف جميع أجهزة الإرسال وحصول سورية على ( رواشد )للاتصالات من الاتحاد السوفيتي تم تحديد المكان الذي يتم الإرسال منه وعندما دخلت عناصر المخابرات السورية الى منزل كوهين وجدوا جهاز إرسال يرسل معلومات الى إسرائيل علماً بأن عملية المراقبة لم تستغرق اكثر من أسبوع. @ كونك رئيس المحكمة هل مورست ضغوط عليكم لإطلاق سراح كوهين ؟ كما قلت لك اليهود لا يريدونه وخلال فترة المحاكمة التي استمرت حوالي 45 يوما وساطتهم كانت عبارة عن رفع عتب. @ كان معك في المحكمة الرائد سليم حاطوم ما العلاقة بين حاطوم وكوهين؟ أقولها وبكل صدق لم يكن هناك أي علاقة بينهما وما اشيع حول هذا الامر كلام لا اساس له من الصحة. @ هل كان الجواسيس وبعد كشف أمرهم يتعاونون مع المحققين .؟ لا يمكنني قول كل شيء عن هذا الموضوع.. ولكنهم اعترفوا جميعا بكل شيء و على رأسهم كوهين. وكل الحكومات السابقة كانت تحكم على الجواسيس بالسجن ولكن بعد تسلمي رئاسة المحكمة ورغم الضغوط التي مورست علي، كنت اكتب على إضباراتهم ( اقر واعترف) اعدام وختم اللواء الضللي جميع الجواسيس الذين حكمت عليهم كانوا من العرب والأجانب و لأول مرة ترسل إسرائيل جاسوساً يهودياً. @ ما كلماته الاخيرة ؟ سألته ان كان يريد ان يضيف شيئا الى أقواله السابقة فاعترف انه نادم وحمل على اسرائيل. وقال انها غررت به وجعلت منه كبش فداء وفي تلك اللحظة تذكر ما قاله له رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية عندما كلفه بمهمة التجسس (اذا حدث لك شيء سنهاجم دمشق وننقذك). اللواء الضللي يتحدث ل"اليوم"