منذ ان وضع غرندر وباندلر مبادئ علم البرمجة اللغوية العصبية في القرن الماضي، اخذ هذا العلم بالانتشار كانتشار النار في الهشيم. فاخذه عنهما الكثير من المهتمين، وطفق كل منهم يستخدمه في مجال تخصصه. هذا العلم الذي يعرف بفن وعلم التميز الشخصي، هو بحق فتح جديد في علوم النفس البشرية. وكمتخصص في التسويق ودارس ومهتم بهذا العلم اجد ان له استخداما مفيدا جدا في مجالات البيع الشخصي، والعلاقات العامة، والمفاوضات. ولا ادعي انني اول من جاء بهذه الملاحظة بل قد ألفت فيه كتب متخصصة. فوسائل تحقيق الالفة والنظام التمثيلي، واشارات الوصول العينية كلها وسائل تمكن مستخدمها من التأثير في الطرف الآخر - ولي في هذا تجربة شخصية، فلو كان الطرف الاول مندوب مبيعات والطرف الآخر عميلا، فلكم ان تتخيلوا امكانية نجاح هذه العملية التسويقية، وزيادة المبيعات بالتبعية. كما ان استخدام طرق معرفة الانظمة التمثيلية من شأنه مساعدة مندوب العلاقات العامة او عضو فريق المفاوضات في انتقاء الالفاظ المؤثرة في الطرف الآخر اما ايجابا فيأخذ بها، او سلبا فيتجنبها. ولاتقل اشارات الوصول العينية اهمية عما سبق فهي تعطي الطرف الاول - اذا احسن استنتاجها واستخدامها - ما اذا كانت اجابات الطرف الآخر على الاستفسارات حقيقية دالة على اهتمامه، ام مختلقة خيالية تدل على عدم اكتراثه. ان هذا العلم فتح جديد في دراسة النفس البشرية، ويتميز بكونه متاحا لجميع افراد المجتمع، وليس حكرا على المتخصصين من الاطباء او علماء النفس. ولكن يبقى السؤال هل يستفيد رجال التسويق من العلوم الانسانية لتطوير ادائهم وبالتالي اداء المنظمات التي يعملون بها؟ أتمنى ذلك. *جامعة الملك فهد للبترول والمعادن