اتهم رئيس ساحل العاج لوران غباغبو مساء امس الاول احزاب المعارضة في البلاد ب (العصيان) ضد الجمهورية لانها نظمت يوم الخميس تظاهرة في ابيدجان كانت السلطة حظرتها واسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا، داعيا اياها للعودة والعمل معه في اطار الحكومة. وقال غبابو في حديث متلفز موجه الى الامة ان سقوط هؤلاء القتلى يرتدي طابعا مأساويا لان لا شيء يبرر التظاهرات التي نظمت الخميس 25 آذار/مارس باستثناء الرغبة بحمل العصيان الى داخل الجمهورية وتمديد فترة معاناة سكان هذه البلاد. واضاف: مما لا شك فيه ان احداث 25 آذار/مارس لم تكن في اي حال من الاحوال مسيرة سلمية،في الواقع، وتحت ستار المسيرة، كان الامر يتعلق بادخال العصيان الى ابيدجان وبتخريب اسس الدولة. واوضح غباغبو: لقد فرضوا مرة اخرى يوما من الحزن والالم على الشعب في ساحل العاج، معتبرا ان ثمة منطقا شيطانيا يهدف الى القضاء علي من خلال تعريض حياة الابرياء للخطر والاساءة الى مستقبل ساحل العاج. واكد: لا نستطيع ان نقول انهم يعملون من اجل السلام ويطلقون عصيانا ... ويرسلون شبانا الى الموت، مشيدا برباطة الجأش التي تحلت بها قوات الامن اثناء القيام بواجباتها. وقد اندلعت مواجهات بين قوات الامن وناشطين من احزاب معارضة صغيرة كانوا يحاولون التجمع للتظاهر في وسط مدينة ابيدجان، صباح الخميس في معظم الاحياء، واضطرت قوات الامن الى اطلاق الرصاص الحي احيانا. ومنع الرئيس غباغبو التظاهرات وامر الجيش بحفظ النظام حتى 15 نيسان/ابريل، لكن ابرز احزاب المعارضة تمسكت بدعوتها لتنظيم مسيرة سلمية احتجاجا على تعثر اتفاقات ماركوسي للسلام الموقعة في كانون الثاني/يناير 2003 في فرنسا متهمة الفريق الرئاسي بعرقلتها. الا ان غباغبو وبعد ان وجه هذه الاتهامات، عاد ودعا المعارضة الى العودة للعمل معه داخل حكومة المصالحة الوطنية. وقال "آمل بان تعود الحكومة الى العمل. وادعو الاحزاب التي علقت مشاركة وزرائها في الحكومة الى العودة الى اماكنها، مؤكدا استعداده لاستقبالها ابتداء من يوم غد للاستماع الى (مآخذها). واكد غباغبو يتعين علينا جميعا الاستمرار في السعي لانجاز عملية ماركوسي. وقال منذ توقيع اتفاق ماركوسي، التزمنا مع جميع الاحزاب السياسية والحركات المتمردة في عملية سلام هي قيد التطبيق. واوضح ان هذا الاتفاق يطبق على الرغم من التحفظات التي يثيرها والتي طالما اشرت اليها. وخلص غباغبو الى القول: نسهر على امن جميع مواطنينا وامن جميع الاجانب الذين يقيمون في ساحل العاج، وادعو الجميع الى الهدوء. ومن الضروري الخروج نهائيا من دوامة العنف هذه.