سوريو الجولان وأهل دمشق يصرون على الإبقاء على الوشائج العائلية رغم الاحتلال الإسرائيلي وسط صيحات الفرح الممزوجة بالحزن والامل والدموع جرت الخميس في معبر القنيطرة على الحدود بين سوريا وإسرائيل احتفالات بزفاف فتاتين من دمشق ستعبران الحدود إلى إسرائيل للالتحاق بأزواج المستقبل الذين يعيشون في قرى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وأعلنت ضمها في عام 1981 وستنضم نجوى أبو شقرا (21 عاما) من محافظة السويداء في جنوبسوريا وهي خريجة معهد متوسط في الموسيقى إلى زوجها جابر عماشة من قرية بقعاتا في الجولان المحتل. وقالت نجوى في حديث للصحفيين وهي بثياب الزفاف البيضاء أنها قد تعرفت على زوج المستقبل في دمشق عندما كان طالبا فيها مضيفة أنه أنهى دراسته العام الماضي وعاد ليطلبها للزواج. وقالت إنني مسرورة جداً ولكنني متوترة ولست خائفة.. عندي أمل أن أعود وأرى أهلي في سوريا وأنا متأكدة من أن الارض ستعود إلى أصحابها الشرعيين. وأضافت أنها تشجع كل فتاة في سوريا على الزواج من شباب الجولان المحتل مشددة على أن السوريين لن يتخلوا عن حقهم في الجولان تحت أي ظرف. وقال والد نجوى فواز شقرا (54 عاما) أنه ليس من السهل عليه فراق ابنته خاصة أنه لا يستطيع رؤيتها (ولكن ارتباطها مع الارض والاهل جميل جدا فهي ذاهبة إلى أهلها وأقربائها). وعبر عن أمله أن يعم السلام وأن يلتقي مع الاهل في الجولان أو في دمشق. وسيقوم الصليب الاحمر وقوات حفظ الامن الدولية المتواجدة على الحدود المشتركة بين سوريا وإسرائيل بإيصالهما إلى الطرف الآخر. وقالت العروس نوال صباغ (28 عاما) وهي موظفة أنها قد تعرفت على سعد أبو صالح "31 عاما" من قرية مجدل شمس عندما كان يدرس الطب البشري في جامعة دمشق مضيفة أن فترة الخطوبة امتدت إلى عامين وأن إجراءات الزواج والعبور استغرقت حوالي ستة أشهر. وأضافت والدموع تملأ عينيها أنها سعيدة وحزينة بآن واحد. مسرورة لأنني سألتقي بزوجي وأهلي هناك وحزينة لانني سأترك أهلي وبلدي هنا. وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تبادل العرسان بين الجانبين اللذين شهدا العديد من هذه الزيجات على مدى الاعوام المنصرمة والتي تدل على مدى الترابط والتواصل بين العائلات الجولانية التي تم تفريقها جغرافياً فقط بفعل الاحتلال الاسرائيلي. ولا تزال مكبرات الصوت الوسيلة الوحيدة للاتصال بين هذه العائلات عبر وادي سمي بوادي الصراخ حيث اعتاد الاهالي من كلا الجانبين على التخاطب للاطمئنان على بعضهم . وقامت إسرائيل في العام 1993 بفتح خط هاتفي إلى سوريا من جانب واحد. ولم تخل الاجواء الاحتفالية من طابع الحزن والفراق خاصة في ضوء فقدان أي مؤشر على رغبة إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع سوريا في المنظور القريب. على الصعيد نفسه يغادر اليوم أيضا إلى مرتفعات الجولان 22 طالبا يدرسون في الجامعات السورية من ضمنهم ثماني فتيات حيث سيقضي بعضهم فترة إجازة عند عائلاتهم في الاراضي المحتلة ليعودا لاحقا لسوريا لمتابعة دراستهم.