ويحهمُ أضاعوا *** وما حفظوا الأمانة بل أضاعوا وقالوا بالكرام لنا انتساب *** ولكن شبههم كذبوا وخابوا إنهم أولئك الشباب الذين تنكروا لمبادئهم وقيمهم وأخلاقهم وعاداتهم النبيلة، حتى صار هم أحدهم ومبلغه من العلم قصات عجيبة، وأشكال غريبة، ملابس مزرية، وصفات مخزية، وأهداف منحطة، وغايات سافلة، محاكاة للشرق، وتقليد للغرب، كدش وكباري، وألوان وأصباغ، وحدث ولا حرج، فهم أشباه الرجال ولا رجال، غسلت منهم الرجولة والكرامة، ضاعت أهدافهم وتبدلوا بمعالي الأمور سفاسفها، لم يبالوا بدين أضاعوه، ولا سمعة صالحة شوهوها، وإذا بدأ أحدهم يرعوي لم يدعه أقرانه وخلانه، فالكل في أوحال الرذائل غارق، والجميع في مستنقع المساوئ هائم، فاللهم رحماك رحماك. يا هؤلاء، إنكم أحفاد أجدادٍ عظماء، سطروا أعظم الإنجازات وأعظم المواقف والبطولات، تمسكوا بدينهم القويم وعاداتهم النبيلة، فسطر التاريخ أمجادهم وحفظ مناقبهم. أخي، يا من هذا حاله: قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ عد إلى ربك، وانظر إلى مستقبلك المشرق الذي سوف تكون أحد أمجاده - بإذن الله - متى عدت إلى مبادئك وقيمك، وطلقت أصدقاء السوء وصفات الرذيلة، كن رجلاً واتخذ قراراً مجيداً بإصلاح حالك قبل فوات الأوان، وحلول الندم، أصلح ما أفسدت واستعن بالله واصدق، واعلم أن ذلك قدرك، فجاهد نفسك ولا ترض بالعيش الدنيء في أسر الشهوات والتقليد وخلف الموضات، وارتفع بنفسك وزك ذاتك، والكل معك، فلا تتمادى في طريق الظلام والهلاك، فلا ننحرف عن الجادة، ولاننس أمجادا سُطرت، ما سمع التاريخ بمثلها، بذلت فيها أرواح من قبل أجداد لنا خالدون، فلا نتنكب الطريق ولنعد إلى رشدنا.