دعا 60 مسؤولا ومثقفا فلسطينيا الى الامتناع عن الرد على اغتيال اسرائيل لمؤسس حماس الشيخ احمد ياسين والذي تصاعدت تهديدات قادة حماس باستهداف كافة الاسرائيليين انتقاما له. ونشر ستون مسؤولا ومثقفا فلسطينيا اعلانا في صحيفة (الايام) الفلسطينية امس، حثوا فيه على الامتناع عن الرد على اغتيال اسرائيل للشيخ ياسين، معتبرين ان ذلك سيكون كفيلا باطلاق جولة جديدة من اراقة الدماء لن تضر سوى تطلعات الفلسطينيين الى الاستقلال. ودعا هؤلاء الفلسطينيين الى القاء اسلحتهم والعودة الى اسلوب التظاهرات السلمية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. وعكس الاعلان الذي احتل مساحة نصف صفحة، قناعة متنامية لدى العديد من القادة الفلسطينيين بأن الصراع العسكري مع اسرائيل ليس في صالح القضية الفلسطينية. وجاءت هذه الدعوة مع تجديد حماس تهديدها بردود غير مسبوقة على الغارة الجوية التي شنتها اسرائيل فجر الاثنين في غزة واسفرت عن استشهاد الشيخ ياسين وثمانية فلسطينيين اخرين. واعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان الحركة يمكن ان تستهدف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انتقاما من قتل اسرائيل للشيخ احمد ياسين. وقال مشعل للصحفيين في وقت لاحق في حفل تأبين للشيخ ياسين في دمشق ان رسالة حماس الى شارون (الدم يجر الدم وسهام الغدر سترتد الى نحره وستستعصي عليه حركة حماس.. هو سيندحر ونحن سننتصر). واضاف ان اي هجمات ستكون مقصورة على اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة اللذين تحتلهما اسرائيل وهي كل الاراضي التي تنظر اليها حماس على انها تشكل دولة فلسطينية. وقال قائد عسكري في كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ان الجماعة قد تستهدف للمرة الاولى زعماء اسرائيليين بعد ان قتلت اسرائيل الشيخ احمد ياسين. وقال ابو قصي في مكان سري بقطاع غزة بعد يومين من مقتل زعيم حماس في هجوم صاروخي اسرائيلي انه لا توجد خطوط حمراء الان بعد مقتل الشيخ ياسين، مضيفا ان "الصهاينة" لا يفرقون ابدا بين الزعماء السياسيين الفلسطينيين والمقاتلين والشيوخ والنساء والاطفال لذلك فان "جميع الصهاينة مستهدفون الان" قادة ومدنيين على السواء. الى ذلك اعلن ادم ايرلى نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان بلاده اطلعت على التصريحات التى صدرت عن قائد حركة (حماس) الفلسطينية فى قطاع غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسى التى اكد فيها ان الحركة لا تعتزم مهاجمة اى اهداف امريكية. الان ايرلى قال "ان تصريحات اخرى صدرت من قبل البعض فى "حماس"عن استهداف الولاياتالمتحدة.. ولذلك فاننا نأخذها فى الحسبان واصدرنا تحذيرا دوليا لمنطقة الشرق الاوسط وذكرنا فيه العوامل التى دفعتنا الى توجيهه ". واضاف المسئول الامريكى فى تصريح له بهذا الصدد "ان من بين هذه العوامل قتل الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس وردود الفعل التى نجمت عن ذلك.. ولهذا شعرنا بانه من الضرورى تنبيه المواطنين الامريكيين فى المنطقة لتوخى اقصى درجات الحيطة". وكان مصدر مسؤول فى حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) قد انتقد كذلك اعلان الحكومة البريطانية عن تجميد ارصدة خمسة من قيادات الحركة فى البنوك البريطانية.. ووصف هذا الاعلان بانه غريب وغير مبرر.. موضحا انها نفس الاسماء التى كانت الادارة الامريكية قد اعلنت عن تجميد حساباتهم قبل بضعة شهور وطلبت من جميع دول العالم ان تحذو حذوها. وأبدى المصدر فى بيان صحفى له امس استغرابه من ان الخطوة البريطانية تأتى بعد يومين من عملية الاغتيال الارهابية الاثمة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى ضد الشهيد الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس. وقال البيان ان هذا الاجراء لايمكن تفسيره الا فى اطار محاولة الحكومة البريطانية فك العزلة السياسية عن الكيان الصهيونى وصرف الانظار عن الجريمة البشعة التى ارتكبها ضد الشيخ احمد ياسين التى تعرضت لانتقادات دولية واسعة واضاف: "ان حركة حماس اذ تستنكر هذا الاجراء البريطانى فانها تعبر عن اسفها الشديد لما الت اليه السياسات البريطانية من تبعية عمياء للسياسات الامريكية الاستعمارية والظالمة فى المنطقة والعالم". ميدانيا عاد قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس اعتبارا من امس الى العمل السري وذلك بعد ايام العزاء الثلاثة للشيخ احمد ياسين الذي اغتاله الجيش الاسرائيلي. واعتبارا من امس لم يعد ممكنا مشاهدة او الاتصال بالرنتيسي او اسماعيل هنية او محمود الزهار حتى لا يكتشف الجيش الاسرائيلي مكانهم. وعادت الحياة الى طبيعتها في شوارع مدينة غزة وفتحت المحال والمدارس ابوابها بعد انتهاء فترة الحداد على الشيخ ياسين.