لاشك ان اغتيال الشيخ أحمد ياسين سوف يفتح مساحة أوسع من عمليات العنف والعنف المضاد في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبعملية الاغتيال هذه فان اسرائيل تصل الى قمة عدوانها على الشعب الفلسطيني، ومن ثم فانها تضرب المسمار الأخير في نعش عملية السلام في المنطقة وتؤكد بشكل عملي لا يقبل جدلا او مناقشة أنها اجهضت تلك العملية بالفعل، وبالاغتيال فانها تعلن من جديد عن تدفق المزيد من الدماء الفلسطينية والاسرائيلية، وطالما حذر العرب والشعوب المحبة للعدل والحرية والسلام من مغبة استمرار شارون على رأس السلطة الحاكمة في الدولة العبرية، فهو شخصية منذ ان عرفت لا تجيد غير لغة سفك الدماء والتخريب والدمار وازهاق ارواح الفلسطينيين تحقيقا لأحلامه المتطرفة في نشر سياسته التوسعية والاستيطانية على اكبر مساحات من الاراضي الفلسطينية، وقد اتضحت معالم هذه السياسة من خلال اقامة مشروع الجدار العنصري العازل، وبعد عملية الاغتيال فان المجتمع الدولي لابد ان يتدخل بحسم وعزم لوضع حدود قاطعة وفاصلة لاعتداءات اسرائيل الدائمة على الشعب الفلسطيني، ولن يتأتى ذلك الا بارغامها على الامتثال للقرارات الاممية ذات الشأن والانصياع لروح القوانين الدولية، والا فان بركا من دماء الطرفين سوف تسيل بغزارة، ولابد في ضوء ما حدث ان تعيد الولاياتالمتحدة النظر في موقفها المتميز لاسرائيل، وهو موقف سوف يزيد الطين بلة ويبقي فتائل العنف مشتعلة في المنطقة، ولا يكفي ان تكون ردة الفعل الامريكية على اغتيال الشيخ ياسين هي محاولة ضبط النفس، فتلك ردة فعل لن تعالج الازمة المشتعلة في المنطقة، التي ازدادت ألسنة نيرانها اتقادا بعد تلك العملية الاجرامية الشنيعة.