في كل عمل استشهادي فلسطيني ضد اسرائيل وأحدها الهجوم الانتحاري الذي حدث في حيفا يوم أمس الأول تتكرر التهديدات الاسرائيلية بالانتقال وتتكرر معزوفة ابعادعرفات عن أرضه، إلا أن ما يبدو واضحا أثناء العمل الاستشهادي الأخير الذي قتل فيه من قتل وجرح من جرح وقبل هذا العمل وما سوف يلحق به من أعمال استشهادية فدائية، ما يبدو واضحا من هذه العمليات ونتائجها من ردود فعل اسرائيلية انتقامية أن شارون يعلن من جديد عن افلاسه السياسي، فهذا الدموي الحاقد لا يعرف إلا مفردات لغة القوة لمخاطبة شعب فلسطين، وقد استنفد هذا الشعب صبره في مواقف عديدة لعل أهمها الهدنة التي أعلنها قبل فترة ونقضتها اسرائيل في وضح النهار، ولم يتبق له إلا مخاطبة القوة بالقوة رغم أن هذه المفردات سوف تعمق الأزمة القائمة وتدفع الى ازدياد وتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية، وما يجب إن يقال بصوت مرتفع ومسموع ان السياسة الشارونية الدموية لن تجدي نفعا في اخماد الانتفاضة الفلسطينية والقفز على حقوق الفلسطينيين المشروعة، وليس من سبيل لوقف حالة العنف وسيل الدماء بين الطرفين المتنازعين إلا بتحكيم لغة السياسة الهادئة العقلانية والعودة إلى بنود خريطة الطريق والعمل على دعم جهود السلام الدولية، وتلك لغة لا يجيد شارون استخدام مفرداتها على الاطلاق، وازاء ذلك فإن الأراضي الفلسطينية والعمق الاسرائيلي سوف تظل سابحة في برك من الدماء مالم تخضع اسرائيل طواعية أو كرها لمستلزمات عملية السلام ومسوغاتها ومعطياتها.