يمكن القول بطمأنينة وثقة كبيرتين ان الانحياز الأمريكي المطلق للسياسة الشارونية في المنطقة ادى ومازال يؤدي إلى عرقلة أي خطوة يمكن اتخاذها نحو تطبيق خطة خارطة الطريق الرباعية, ذلك لأن الانحياز في حد ذاته ادى إلى تصعيد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وادى إلى تحميل الشعب الفلسطيني مغبة استمرارية العنف وانهيار عملية السلام, وظهر شارون امام الرأي العام الأمريكي وكأنه حمامة سلام وان أفاعيل البطش التي يمارسها ضد المدنيين الفلسطينيين ما هي الا دفاع مشروع عن النفس, وازاء ذلك فان اطلاق عملية السلام في المنطقة على مختلف مساراتها, وعلى المسار الفلسطيني تحديدا مع ذلك الانحياز المكشوف ليس الا ذرا للرماد في العيون, وليس من سبيل لاطلاق تلك العملية من عقالها الا ان تبادر الإدارة الأمريكية بممارسة ضغوط حقيقية على شارون لحمله على الانصياع لمعطيات ومسوغات عملية السلام الواضحة بكل تفاصيلها وجزئياتها في خطة السلام الرباعية, وستبقى كل اللقاءات والمؤتمرات والمبادرات المتعاقبة حول فك الأزمة العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مجرد قفزات في الهواء ما لم تحزم الإدارة الأمريكية امرها وتفهم شارون ان ثمة استحقاقات لعملية السلام يتحتم على إسرائيل دفعها حتى يمكن بعد ذلك الحديث بسهولة واطمئنان عن السلام, وعن امكانية ترجمة خطة خارطة الطريق على أرض الواقع, ولا يمكن الوصول إلى ذلك بأي حال مع استمرارية شارون في سياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني المتمثل بعض جوانبها في اصراره على استكمال بناء جداره العنصري الفاصل وتوسيع سياسته الاستيطانية وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وممارسة المزيد من الاغتيالات واقامة الحواجز التي مازالت تخلخل مفاصل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.