أنحبست الدموع في مآقي الشابة الصغيرة... وسرعان ما أجهشت بالبكاء حينما انسابت من بين شفتيها كلمات حزينة أمام المحققين، فحكايتها أشبه بالخيال، وبطل هذه الحكاية لم يكن إلا أبوها الذي تحول إلى وحش ينهش عرض ابنته الصغيرة بعدما أصبحت تمثل بالنسبة له جسدا يلبي رغباته الجنسية الشاذة طيلة سنة كاملة. عاشت في أحضان أسرة يطبع العنف كل تصرفات معيلها، فالمشادات بين الأم والأب قلما كانت تتوقف بسبب جبروته وطغيانه ، فبدا وكأن الأم قد تعودت على أن تنال حصتها من العنف يوميا منذ أن عقد قرانهما. ولأن "للصبر حدود" فإن الزوجة، التي ظلت إلى آخر لحظة حريصة على لم شمل أسرتها، اضطرت مرغمة على مغادرة بيت الزوجية والإستقرار في منزل والدها بعدما استفحلت المعاملة السيئة لزوجها المدمن على استهلاك المخدرات وتناول الخمر، فوجد أطفالها الثلاثة أنفسهم أمام أب لا يهمه إلا توفير حاجياته من المخدرات وإشباع فلذات كبده كل يوم ضربا. فتحت البنت عينيها على عنف الأب وتذمر الأم التي لا حول لها ولا قوة، وعاينت قساوة تصرفات الأب، وحينما بلغت من العمر 16 سنة وجدت نفسها لوحدها بعد أن غادرت الأم بيت الزوجية تصارع طيش الأب قبل أن تستفيق على هول المفاجأة التي لم تتخيلها يوما. استلقت على سريرها في تلك الليلة واستسلمت لنوم عميق عله يجنبها أي احتكاك مع الأب الذي اعتاد أن يعود إلى المنزل وهو في حالة الثمالة، وبعد فترة قصيرة أحست أن هناك شبحا ولج إلى الغرفة.. ارتعدت فرائصها وتجمدت في مكانها، فبدت وكأنها تمثال يخاف على نفسه من معاول الهدم. اعتقدت أن الأمر لايعدو تخيلات داهمت مخيلتها الصغيرة إلا أن الرعب تملك كل أوصالها، فالشبح تطاول هذه المرة على إزالة الغطاء الذي كانت تتدثر به، وشرع في ملامسة جسدها ثم انطلقت أنامله لتصل إلى مكامن عفافها... أحست البنت الصغيرة أن الأرض تدور من حولها، فالشبح لم يكن إلا والدها... تفحصت ملامحه جيدا في الظلام الدامس، وعجزت يداها عن إبداء أي حركة أومقاومة من شدة الخوف والرعب الذي انتابها إذ لم يخطر ببالها أنه يحاول أن يمارس عليها أفظع جريمة قد تتخيلها أية طفلة. اعتاد الأب أن يكيل لأبنائه مختلف أنواع التعذيب دون أدنى سبب، وكانت آثار الكدمات مازالت على جسدها الصغير، وحين اقتربت يداه في تلك الليلة منها لم تستطع مقاومته خوفا من أي انتقام مريع، وتذكرت في تلك اللحظات سيل اللكمات والضربات حين تعجز عن تنفيذ بعض أوامره. ندم، تخلى الأب عن كل أحاسيس الأبوة مقابل أن يلبي نزواته الجنسية بشكل مقرف. أصبح "الأب" مدمنا على ممارسة الرذيلة مع ابنته... وكانت الطفلة في تلك الأثناء تشعر بأحاسيس لم تكن تعرف مصدرها خصوصا أنها لم تفكر يوما ولم يخطر ببالها أنها قد تقع ضحية أب متوحش وهي التي لم تتعرف بعد على تفاصيل جسدها وأنوثتها. شعرت (ز) مع مرور الوقت بخطورة ممارسات الأب، فعزمت على أن تصارح والدتها بكل التفاصيل علها تجد حلا ينقذها من تلك الورطة ...توجهت إلى منزل عائلة والدتها وروت لها تفاصيل افتضاض بكارتها من طرف والدها... وقفت الأم مشدوهة لهول الصدمة التي لم تتوقعها على الإطلاق، فاعتقدت أن الحكاية من نسج خيال ابنتها التي لم تعد تطيق العيش معه خاصة وأنه اعتاد أن يشبعها ضربا مبرحا لأدنى سببا ترتكبه، إلا أن إلحاح البنت على صدق روايتها دفع الأم والإبنة إلى التقدم إلى المصالح الأمنية لرفع شكوة في الموضوع وصرحت للمحققين أن الأب أصبح يعاملها كخليلته وكان أحيانا يهددها بالضرب إن باحت بالسر أوبلغت عنه، ولا يتوانى في استعمال العنف إن هي رفضت تلبية نزواته الجنسية وكشفت عن شهادة طبية تثبت افتضاض بكارتها فبدأت المصالح الأمنية تحرياتها لإلقاء القبض على الأب الجاني. تفككت كل أواصر القرابة بين أفراد الأسرة بعد أن غادرت الأم بيت الزوجية أمام عنف الزوج وإدمانه على مختلف أنواع المخدرات، غادر الأبن الدراسة و أصبح يبيع الخضراوات في العربات من أجل التكفل بمصاريف إخوته الصغار فيما استمرت الطفلة تعاين يوميا ما يكيله والدها من ضرب وتهديد بالعقاب لباقي إخوتها. لم تقف الأحداث عند هذا الحد بل تطورت إلى أكثر من ذلك، فالأب كان ينام مع أبنائه في غرفة واحدة بالقرب من ابنه، وظل يشاهد يوميا الأب بعد خلودهما إلى النوم وهو يستيقظ من فراشه ويتجه نحو أخته ليفرغ مكبوتاته الجنسية، وغير ما مرة سمع أخته وهي تستعطف والدها بأن يخلي سبيلها، ولم تنمح من ذاكرته معاينة أخته وهي تستسلم لجبروت أبيها دون أن يتمكن من التدخل مخافة بطشه، وحينما افتضح أمر الأب لم يتردد الولد في الإعتراف بكل ما شاهده و كأنه يحاول أن يتخلص من كابوس ظل يجثم على قلبه. كانت الأم ترتعش من شدة ما سمعته من طرف ابنتها، فهي تدرك أن زوجها ليس إلا مدمنا على مختلف أنواع المخدرات التي أفقدته صوابه. تتذكر الزوجة لحظات مؤلمة من حياتها، لكن لم تعتقد ولو لوهلة أن الضحية القادمة لن تكون إلا إبنته فأصرت على متابعته قضائيا ، ووجهت له تهمة الإغتصاب الناتج عن افتضاض وهتك عرض أنثى من طرف أحد الأصول، وأدين بالسجن، حيث حكم عليه بعشرين سنة سجنا نافذا.