طالبت أسرة الفتاة اليمنية الصغيرة الهام التي توفيت بعد أيام من تزويجها، بإعدام زوج ابنتهم الذي مارس معها الجنس بعنف متسببا لها في نزيف أدى إلى وفاتها، فيما بات تحديد سن للزواج في اليمن بعد مأساة الهام قضية ملحة بنظر المدافعين عن هذا المبدأ. وكانت الهام العشي البالغة ال13 من العمر توفيت الجمعة الثاني من ابريل بسبب تمزق أعضائها التناسلية وإصابتها بنزيف مميت، وذلك بعد أن زوجت في 29 مارس. وقال عبدالله اخو الهام "قتلوها قتلا، زوجها وأهله، لقد ربطوا أختي وقاموا بقتلها واستخدموا منومات ومنشطات وقتلوها"، أما الوالدة نجمة فقالت لوكالة فرانس برس من داخل كوخها الحجري ذي السقف المصنوع من القش وجذوع الأشجار "ظلموني. أطالب بشرع الله واطلب القصاص (الإعدام) بدلا عن ابنتي". وما زالت عائلة الهام ترفض استلام جثتها من المستشفى الجمهوري في مدينة حجة، وقال شقيق الهام مهدي العشي لفرانس برس "الله اعلم ما فعلوا لاختي قتلوها وتكالبوا عليها ونحن لن نستلم الجثة"، وأضاف "ماذا نفعل بالجثة؟ نحن نريد القصاص لقتل أختي. طبعا زوجها هو القاتل الفعلي، ويقولون أن أخوانه وأخته وأبوه ساعدوه على القتل". وكانت الهام جزءا من عملية زواج بدل، إذ زوجت لعماد الحكمي (24 عاما) وهو من قرية مجاورة، بموازاة تزويج شقيقة عماد لعبدالله أخي الهام، وقال عبدالله الذي تزوج في نفس ليلة زواج أخته "تعارفت أنا وعماد وطلب مني أن أزوجه أختي الهام على أن يزوجني أخته فقبلت، وبعد التفاهم مع والدتي وأختي تمت الموافقة وتم الزواج". وذكر عبدالله ان المشكلة بدأت عندما لم يتمكن عماد من إقامة علاقة جنسية مع الهام ومن فض بكارتها بينما هو أمضى ليلة زفاف ناجحة. وفي اليوم التالي أبلغت عائلة الهام بأنها مريضة على حد قول عبدالله. وبحسب مصادر متطابقة من العائلة ومصادر طبية من المنطقة، قصد عماد مع زوجته إلهام مستوصف القرية غداة الزفاف بحثا عن اي شيء يساعده على اتمام الزواج. وقالت الطبيبة الاوزبكية مكياييفا المتخصصة في أمراض النساء والولادة لوكالة فرانس برس أنها استقبلت الهام وكان معها زوجها "واستحت أن تكشف جسمها ولم تسمح لي بمعاينتها"، وذكرت أنها رفضت طلب زوج الهام أن تفض غشاء البكارة وأكدت أن الفتاة كانت تبدو هزيلة وضعيفة، وبعد اللقاء مع الطبيبة توجه عماد إلى الصيدلية ليبحث عن حل آخر. وقال صاحب الصيدلية الشيخ علي الهدى أن عماد طلب أقراصا منومة أو مخدرة لكنه رفض أن يعطيه هذا النوع من الحبوب لعلمه بأنه قد يستخدمها لتخدير زوجته، إلا أن عماد لم يذهب فارغ اليدين بل حصل على عقار منشط جنسي محلي الصنع وغادر. وبعد يومين عاد عماد مع زوجته إلى المستوصف نفسه ليتبين بحسب الممرضة فتحية حيدر بان الهام كانت تعاني من "جروح والتهابات فأعطي لها علاج وذهبت إلى البيت وفي اليوم التالي ابلغنا أنها توفيت". وقال الطبيبة الاوزبكية "عندما عاينت الهام في المرة الثانية كانت تعاني من التهابات وجروح وطلبت من الزوج عدم الاقتراب منها لكن يبدو أن الزوج لم يلتزم". أما التقرير الطبي الصادر عن المستشفى الجمهوري فثبت أن الهام وصلت إلى المستشفى جثة هامدة وإنها توفيت جراء "تمزق شديد في المنطقة السفلى للمهبل ... وحول فتحة الشرج". أما تقرير الشرطة فقد اظهر أن الزوج عماد قال أن زوجته كانت تعاني من الإعياء عندما تزوجها ولم يتمكن من فض بكارتها لأنها رفضت ذلك بسبب خوفها ومرضها. وكان الجدل تصاعد مؤخرا في اليمن حول ظاهرة تزويج القاصرات وهي ظاهرة منتشرة خصوصا في المناطق الريفية، وقد نظمت تظاهرات تطالب بتحديد سن دنيا للزواج، بينما نظمت تظاهرات اخرى ضد ذلك بدعم من التيارات الدينية المتشددة. وكان البرلمان اليمني اقر العام الماضي مشروع قانون يضع حدا ادنى لسن الزواج هو 17 عاما للنساء و18 عاما للرجال، الا ان نوابا من اطياف سياسية عدة قدموا الى رئيس البرلمان طلبا لاعادة مناقشة القانون.