في نظام التقاعد الحكومي يحصل الموظف على مكافآة مقدارها ثلاثة رواتب عندما يكمل الستين من عمره اما اذا لم يصل الى سن التقاعد حتى ولو بيوم واحد فلن يحصل على تلك الميزة الهزيلة وفي المقابل فان موظفي الشركات والمؤسسات الحكومية يحصلون على مكافأة نهاية الخدمة التي كفلها لهم نظام العمل والعمال وهي نصف راتب عن كل سنة من السنوات الخمس الاولى للعمل ثم بعد ذلك راتب عن كل سنة لبقية سنوات الخدمة واتساءل ما الفرق بين هذا وذاك؟ ألم يكن الجميع مستأجرين يدفع لهم اجر شهري بنهاية الشهر سواء اكان موظفا حكوميا او موظفا في شركة؟ ألم يكن الجميع مستأجرين؟ والم يكونوا عمالا فلماذا لا يطبق نظام العمل والعمال على موظفي الدولة؟ وبأي حق تستولي مصلحة المعاشات والتقاعد على ايداعاتهم طوال سنين الخدمة ثم لا يستفيد منها الموظف شيئا ثم في الحالة الثانية التي يبلغ فيه الموظف ستين عاما من العمر فانه يستفيد من الدولة مكافأة تعادل راتب ثلاثة اشهر وان كان الموظف عاملا او موظفا صغيرا فان مكافأته ستكون زهيدة وبعض العاملين رواتبهم لا تتعدى 4000 ريال بنهاية خدمته فهل هذه هي المكافأة التي يستحقها الموظف الذي افنى شبابه في خدمة الدولة؟! ثم تأتي الطامة الكبرى عندما يتوفى المتقاعد، انظروا كيف يتم صرف معاشه لزوجته واطفاله الاحياء فبعد استبعاد المتزوجين ومن تخرج من الجامعة تستبعد مستحقاتهم تماما وتبقى الزوجة التي عاشت مع زوجها في امن اسري واستقرار مادي، كرامتها محفوظة وهامتها مرفوعة وتعيش عيشة كريمة على اساس ان دخل زوجها يغنيها ويسد حاجاتها ثم بعد وفاته ماذا يحصل؟؟ ان المبلغ الذي يصرف لها لا يتجاوز ثمن راتب زوجها حسب التخصيص الشرعي! وانني اتساءل اين ذهبت المبالغ التي حسمت على الزوج اثناء عمله؟ وبأي حق شرعي تستولي عليها مصلحة المعاشات والتقاعد؟ ثم ان هذا المبلغ الذي يصرف للزوجة هو اقل من الحد الادنى لمستوى المعيشة للفرد السعودي واتساءل ماذا لو كان الزوج المتوفى لا يملك بيتا فماذا تصنع الزوجة المسكينة بالمبلغ الذي تستلمه شهريا؟ هل يذهب للايجار؟ او للمصاريف الشهرية؟ واتساءل مرة اخرى ما ذنب هذه الزوجة في ظل نظام التقاعد ونظام الخدمة المدنية؟ لماذا نمتهن كرامة المرأة ونسقط حقها الشرعي؟ هل مصلحة معاشات التقاعد جزء من العائلة تقتسم الثروة حسب الاصول الشرعية فتأخذ نصيبها ونصيب الاموات والاحياء الذين ترى انهم غير مستحقين لمعاش المتوفى؟ انني ارى ولا ادري من الناحية الشرعية ان راتب المتوفى التقاعدي يجب الا ينقص ريالا واحدا بل ونطالب ان يمنح علاوة سنوية كفرد سعودي لمواجهة الظروف المعيشية المتزايدة. انني اتذكر الآن المعاناة التي يعانيها المتقاعد الذي يصرف له راتب تقاعدي بحد ادنى قدره 1500 ريال، بالله عليكم ماذا يصنع بهذا المبلغ وأي حياة كريمة يعيشها ويعيشها اطفاله واسرته؟ هل هذا هو معدل دخل الفرد السعودي؟ اتمنى ان يعاد النظر بجدية في نظام التقاعد، وان ينظر المشرعون اليه نظرة اجتماعية واقتصادية متوازية من خلال الآخرين وليس من خلال حياتهم الاجتماعية والاقتصادية. * مستشار الادارة الصحية بصحة الشرقية - سابقا