المظاهرة التي خرج بها مئات الضباط والجنود العراقيين للمطالبة برواتبهم التي تأخرت ثلاثة اشهر قبل يومين في بغداد جاءت متزامنة مع الذكرى ال 83 لتأسيس الجيش العراقي احد اكبر واشهر الجيوش في أواخر القرن العشرين. ففي صبيحة يوم السادس من يناير عاد العراقيون بذاكرتهم الى العام 1921 عام تأسيس الجيش العراقي. ومع أن اغلب افراد الجيش العراقي السابق الذي كان يقدر عديده بنصف مليون مقاتل وحله الامريكيون بعد احتلال بغداد وسيطرتهم على مقاليد الأمور هم حاليا حبيسو البيوت او الارصفة بسبب البطالة التي وجدوا انفسهم فيها فقد كانت الذكرى حية تدغدغ المشاعر. على جدران بغداد ارتفعت و انتشرت ومنذ صباح يوم السادس من كانون الثاني - يناير الجاري الشعارات واللافتات في معظم احياء بغداد وهي تحيي الجيش العراقي بهذه المناسبة وقد حملت اللافتات شعارات تقول ( الجيش عنوان استقلال العراق ) ، و( جيش العراق لا جيش الاحزاب ) و ( الجيش سور العراق المنيع وعنوان كرامته ) وغيرها من الشعارات التي تمثل تحديا للقرار الامريكي بحل الجيش. وخرجت الصحف العراقية التي تشن يوميا حملات عنيفة على نظام صدام وما خلفه من مآس ومرارة مع صبيحة يوم الثلاثاء السادس من كانون الثاني وقد افردت صفحات واسعة لذكرى تأسيس الجيش الذي احتفل فيه العراقيون كعطلة رسمية كما كان سابقا عبر تاريخ الدولة العراقية الحديثة ومنذ تأسيس الجيش في مثل هذا اليوم من عام 1921 . كان معظم افراد الجيش العراقي السابق وسلطات الاحتلال بصفة خاصة يتوقعون ان تمر ذكرى عيد الجيش مرورا عابرا بعد ان اقر مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي عينته القوات الامريكية في حزيران - يونيو الماضي الغاء جميع العطل الرسمية التي كانت سائدة في فترة حكم نظام صدام المخلوع. لقد جاءت المبادرة من مجلس الحكم نفسه وقبل ايام من موعد ذكرى تأسيسه حيث اعلن رئيس مجلس الحكم الانتقالي للدورة الحالية السيد عدنان الباجهجي ان ذكرى تأسيس الجيش العراقي سيتم الاحتفال بها. وتعتبر عيدا وطنيا رسميا .وعطلة رسمية لجميع العراقيين. لانها تمثل جيش العراق وليس جيش صدام . هذا القرار اشاع ارتياحا كبيرا لدى الشعب وافراد القوات المسلحة العراقية رغم احساسهم بالمرارة بعد حل جيشهم بامر المحتل وبارادة من البيت الابيض الامريكي الذي اعترف فيما بعد بان قرار حل الجيش والغاء وزارة الدفاع العراقية كان قرارا خاطئا بل انه كان اكبر الاخطاء التي ارتكبتها القوات الامريكية بعد احتلالها للعراق . وقد كان قرار الغاء وحل الجيش العراقي السابق وفق مراقبين ومحللين عراقيين وعرب واجانب قد اصبح من اكثر المشاكل التي سببت عدم الاستقرار في العراق الذي يعتقد ان اعدادا كبيرة منه التحقت بالمقاومة العراقية واصبحت تنفذ عمليات هجومية ضد القوات الامريكية. ، حيث تؤكد ذلك حملات الاعتقال الواسعة التي نفذتها القوات الامريكية ضد من اسمتهم بالمقاومة وكان عدد كبير من المعتقلين من افراد الجيش العراقي السابق ومن حملة الرتب العسكرية الكبيرة كما يأتي في البيانات العسكرية الامريكية . الا ان معلومات حصلت عليها ( اليوم ) اشارت الى ان ضباطا من الجيش العراقي السابق يشاركون في وضع خطة متكاملة لبناء الجيش الجديد. وهيكلية وزارة الدفاع الجديدة التي لم يعلن حتى الآن من سيتولى حقيبتها فيما تشير معلومات ان عناصر من حركة الوفاق الوطني وضباطا سابقين في المعارضة وعددا من الضباط في حركة الضباط والمدنيين الاحرار التي كانت في الخارج وتعمل ضد نظام صدام قد طرحت اسماء لتولي مهمة حقيبة الدفاع . وقد اصبح في حكم المرجح بناء على هذه المعلومات بان يتم اعلان اعادة تشكيل وزارة الدفاع العراقية خلال الايام المقبلة بعد ان تم تشكيل هيكلية الوزارة بالتعاون بين القوات الامريكية وضباط عراقيين سابقين سواء ممن كانوا في صفوف المعارضة العراقية سابقا او من ضباط الجيش العراقي الذي تم حله بعد سقوط النظام العراقي السابق. وستكون مهمة الجيش الاولى هي حماية الحدود العراقية والتدريب على آخر المستجدات العلمية والعسكرية باشراف امريكي واعادة الجيش الى سابق عهده والذي كان يعد من خيرة الجيوش العربية وشارك في معارك العرب الكبرى في العصر الحديث وخاصة ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين. يذكر ان الجيش العراقي كان قد تأسس في السادس من كانون الثاني - يناير عام 1921 وكانت نواته الاولى فوج موسى الكاظم التي تقدر بمائة جندي ثم اصبح تعداده في عام 2003 اكثر من نصف مليون وضمن 50 فرقة من مختلف الاسلحة اضافة الى القوة الجوية واسلحة الصواريخ والبحرية قبل ان يتم حله من قبل الامريكان بعد سقوط بغداد والذي كان خطأ كبيرا حسب اعتراف مسؤولين امريكان ومنهم بول بريمر الحاكم المدني الاعلى للعراق. جنود الجيش الجديد يرشفون القهوة العربية