اكدت منظمات العمل من اجل مكافحة الجوع والاعاقة الدولية واطباء العالم غير الحكومية، في تقرير اصدرته اليوم الخميس، ان عودة اللاجئين الى الشيشان شبيهة بالعودة الى الجحيم. وتعارض المنظمات الثلاث تأكيدات السلطات الروسية التي تفيد ان الشيشان لا تشهد نزاعا. واضاف التقرير ان حقيقة الحياة اليومية للشعب الشيشاني في جمهوريتي انغوشيا والشيشان اللتين تقعان تحت قبضة موسكو تنفي هذه العودة الى الحياة الطبيعية. وكشفت المنظمات الثلاث ان المهجرين الى انغوشيا لا يريدون العودة الى الشيشان بسبب انعدام الامن فيها لكنهم يحملون الى ذلك بكل الوسائل، خلافا لالتزامات روسيا باحترام حق العودة الطوعي. ويعيش 70 الف لاجىء من الشيشان في انغوشيا. واوضح التقرير الذي تطرق الى اختفاء رجال ونساء وشبان يقول الناس ان اقدام مختلف اجهزة الامن الشيشانية (الموالية لموسكو) والعسكريين الروس على خطف المدنيين يشكل المشكلة الاساسية اليوم في الشيشان وكذلك اعمال النهب التي يقوم بها الجنود الروس. اما الاشخاص الذين يسكنون في بيوت مؤقتة مكتظة في الشيشان فقد طردوا منها وتلقوا وعودا بالحصول على تعويضات مالية. وتحدثت المنظمات غير الحكومية عن التحدي اليومي للمدنيين الذي يشكله العيش في الجبال الشيشانية حيث تعرض ثلث المنازل للدمار التام ونفق 80% من الماشية. واوضح التقرير ان الجروح والصدمات الناجمة عن الحرب مازالت منتشرة رغم الخطابات حول بسط الامن وتطبيع الوضع في الجمهورية عموما. اما فيما يتعلق باللاجئين في انغوشيا، فاشارت المنظمات غير الحكومية الى ان السلطات الروسية تستخدم التهديدات والوعود والتخويف الذي تمارسه الشرطة والجيش لارغام هؤلاء الناس الذين يتعرضون للمضايقات يوميا على العودة الى انغوشيا. وتتهم السلطات بأنها مسؤولة عن تدهور الظروف المعيشية في المعسكرات الذي يعتبر الدافع الحقيقي للعودة، من خلال قطع امدادات الغاز والماء وزيادة عمليات المراقبة التي تقوم بها الشرطة. وتتهم هذه السلطات التي تعرقل عملها باعتماد خطاب مزدوج يقضي باتهام المنظمات غير الحكومية بالعمل على ابقاء اللاجئين في اماكن اقامتهم من خلال تقديم المساعدة لهم مبررة في الوقت نفسه ضرورة عودة اللاجئين بتدهور اوضاعهم المعيشية.