أثار اغتيال الصحافية الشيشانية ناتاليا استيميروفا ردود فعل قوية داخل روسيا وخارجها، وحمّل مدافعون عن حقوق الإنسان الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف المسؤولية عن الجريمة، فيما توالت ردود فعل أوروبية وأميركية تدعو موسكو إلى إجراء «تحقيق واسع ومستقل ومعاقبة القتلة» . وفتح الحادث الذي وقع مساء أول من أمس، مجدداً ملف حقوق الإنسان وحرية الصحافة في روسيا، خصوصاً بعدما ربط كثيرون اغتيال الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان بجريمة اغتيال مماثلة استهدفت قبل ثلاث سنوات الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا. وكان مجهولون اختطفوا صباح أول من أمس، استيميروفا من أمام منزلها في غروزني ونقلوها إلى أنغوشيا المجاورة للشيشان حيث عثر على جثتها مساء. ووجد المحققون جروحاً نجمت عن إطلاق النار أكثر من مرة على رأس الضحية ما يرجح أن الخاطفين نفذوا عملية إعدام تم التخطيط لها مسبقاً. وأثار نقل الصحافية من غروزني وقتلها في أنغوشيا تساؤلات عدة، خصوصاً لجهة أن أنغوشيا تشهد في الشهور الأخيرة تصاعداً متزايداً في المواجهات مع المقاتلين، وتقوم قوات الشرطة الشيشانية بعمليات ملاحقة واسعة في هذه الجمهورية، ما يعني أن منفذي العملية كانوا معرضين للتوقيف مرات عدة على الحواجز العسكرية والأمنية على الطريق من غروزني إلى أنغوشيا. وتعد أستيميروفا أبرز الناشطات في الدفاع عن حقوق الإنسان وبالإضافة إلى عملها الصحافي، كانت تدير مكتب منظمة «ميموريال» الحقوقية في الشيشان. وكان نشاطها يتركز على مسائل الاختطاف والقتل التعسفي. ووجهت في مسائل عدة اتهامات مباشرة إلى الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف والأجهزة الأمنية الشيشانية بسبب انتهاكات خطرة . وبحسب مصدر في مكتب «ميموريال» في موسكو كانت القتيلة تعمل أخيراً، على كشف تفاصيل قتل معارض شيشاني واختطاف زوجته وقتلها بعد ذلك. وحققت استيميروفا شهرة واسعة خصوصاً في الغرب وحازت عدداً من الجوائز الدولية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. وسارع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى إدانة الجريمة «بأقوى العبارات» وأمر بفتح تحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة. وأعلن أمس، في موسكو أن النائب العام الروسي سيتولى متابعة التحقيقات مباشرة، وهو أمر اعتبره مراقبون رسالة إلى الغرب بأن موسكو عازمة على التحقيق بجدية في الحادث. وأعاد حرص ميدفيديف على إعلان موقف واضح وسريع ضد الجريمة، التذكير بموقف مغاير واجه الرئيس السابق فلاديمير بوتين انتقادات بسببه، عندما لم يدن مقتل بوليتكوفسكايا واعتبر أنها «جريمة عادية تحقق فيها السلطات المختصة». واتهمت منظمات حقوقية روسية قاديروف بالوقوف وراء الجريمة، وقال مدير منظمة «ميموريال» أورلوف إن الرئيس الشيشاني الذي كان يعتبر استيميروفا «عدواً شخصياً له» يتحمل «مسؤولية مباشرة عن قتلها حتى لو يكن أصدر أمراً بتنفيذ الجريمة». اللافت أن قاديروف سارع إلى إعلان عزمه المساعدة في التحقيقات و»بذل كل الجهود لملاحقة القتلة». وأعلن البيت الأبيض عن «إدانة قوية» للجريمة، ودعا السلطات الروسية إلى معاقبة القتلة، في حين أعرب الناطق باسم الخارجية الأميركية عن «التأثر الشديد والقلق» ووصف أستيميروفا بأنها كانت «شجاعة في بحثها الدائم عن الحقيقة». أيضاً، وصف مفوض حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي توماس هاميربيرغ الحادث بأنه «جريمة جبانة ومريعة» وشدد على ضرورة اتخاذ «موقف حازم وفعال». ودعت منظمة «هيومان رايتس» إلى فتح «تحقيق واسع ومستقل». في غضون ذلك لقي شرطي مصرعه في جمهورية كابرادينا بالكاري القوقازية أمس، بعد تعرض وحدة عسكرية لهجوم من جانب مسلحين. وفي داغستان وقع انفجار قوي في واحدة من محطات تزويد الكهرباء ما أسفر عن انقطاع التيار عن مناطق واسعة من العاصمة محج قلعة.