أصبح اسم الأمير مقرن بن عبدالعزيز مقرونا بالإخلاص في العمل والإجادة في الإنجاز والتيقظ في التخطيط والتنظيم. كما أنه أضحى مقترنا بالتواضع الجم، فأنت عندما تلتقي به لأول مرة تفاجأ بهذا التواضع يتدفق بسلاسة وبدون تكلف، طبعا لا تطبعا. ولكن هذا التفاجؤ لا يلبث أن يتحول لديك، طبيعة وانسيابا وتوافقا، محبة ومودة نحو الرجل واحتراما وتقديرا له. حظيت بمقابلة الأمير مقرن لأول مرة عندما كلفت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بإقامة كلية للمجتمع في حائل حينما كان أميرا لها. وبالرغم من أني كنت متخوفا من التبعات المضنية للتباعد الجغرافي بين حائل ومقر الجامعة إلا أنه أزال هذه التخوفات بدعمه النشط لجهودنا. فهو عمل بسرعة على ترتيب المقر للكلية وثابر على مساندة مطالبنا للميزانية بما في ذلك مقابلة وزير المالية. ولكن الشيء الذي أذكى نشاطنا في الجامعة كان حماسه المتقد وآماله العريضة، والأمر الذي أثار إعجابنا كان تفكيره الاستراتيجي في هذا الموضوع. فالكلية لم تكن حدثا منفصلا بالنسبة له بل اعتبرها جزءا من خطة طويلة الأمد لإقامة صرح تعليمي جامعي عالي المستوى في حائل. فكان يتحدث في أول اجتماع عن الأرض الكبيرة المخصصة لهذا الصرح العلمي وعن وجوب أن يكون شكل المباني التي ستقيمها الكلية والمباني التي ستقيمها كليات تابعة لجهات تعليمية أخرى متسقة من حيث المظهر الخارجي تحسبا لليوم الذي ستكون فيه هذه الكليات جميعها جزءا من ذلك الصرح العلمي. لن أنس البتة الفرحة الوضاءة تعلو وجهه في حفل افتتاح الكلية فقد فاق ابتهاجه كل ابتهاج. وسعدت بمقابلة سموه حديثا في ملتقى إخواني في الرياض تحدث فيه معنا بتوهجه المعهود عن مشروع الحكومة الإليكترونية في المدينةالمنورة، التي حظيت به أميرا مثلما حظي بها مجاورا. وقد تفاعل الحضور بحماس مع حديثه الضافي عن جهوده في هذا المجال، وأشار البعض منهم إلى الجانب الإصلاحي في هذا الجهد الطموح خصوصا فيما يتعلق بتحسين وتسهيل وتنظيم الخدمات التي تقدمها الدوائر الحكومية المختلفة للمواطنين والمقيمين. أبو فهد، باختصار، قلة بين الرجال وندرة بين المسؤولين، فهو لا يتمترس بالبيروقراطية بل يسوسها ويحركها، تدفعه رغبة عارمة في تحقيق المصلحة للجميع بدون تباطؤ، ويستحثه توق فائق للقيام بالواجب نحو الوطن بغير تمنن.