ستظل الثقافة فعلا نخبويا بمعنى ان الاهتمام بها يظل محصورا في نخبة يطلق عليها (المثقفون) وبذا سوف يظل الاهتمام الثقافي مرتبطا بهذه النخبة، اما الاقبال المعرفي فيتوقف على عناصر عديدة.. واعتقد ان اي اضافة لادوات التحصيل الثقافي المعروفة من كتاب ووسائل اعلام وغيرها هي ثراء للمثقف والانترنت بانتشارها الحالي وسهولة الحصول على خدماتها نسبيا من الممكن اذا وظفت توظيفا جيدا ان تثري وتربط المثقف بالعالم وبالمتغيرات الثقافية والفكرية التي تحدث من حوله ولانها ليست اداة تحصيل ثقافي فقط لانها تحمل مواضيع كثيرة متعددة (تسلية، اقتصاد، دعاية، طب، سياحة، تجارة، ازياء.. وغيرها) الاهتمام بها يتوزع بين المثقف والمتخصص والباحث والهاوي والكاتب والفضولي، ولكل اهتمامه، وقضية زيادة الاقبال المعرفي والتحصيل الثقافي وعدمه ستظل محكومة بامور عديدة اخرى مثل التعليم والوعي الفكري والفهم الواعي للاداة (الانترنت) وايضا بوضعية المجتمع وموقعه في دائرة التصنيفات المألوفة (اول ثالث) الخ.. عموما وامام كل التحديات من المفترض في مجتمع سوى ان تكون اداة توصيل واتصال مثل الانترنت عاملا من عوامل الزيادة على الاقبال المعرفي والتحصيل الثقافي وهذا مالم يتوافر لاجيال سابقة والقضية تظل في النهاية قضية وعي، كما ذكرت وثمة مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الثقافية في التوجيه والتنبيه والتعريف فنحن الان في عصر المعلومة والمعرفة ومن لايمتلك المعرفة لايمتلك القوة التي تحمي الحق في الحياة كما يقال.