نصح رئيس معهد الاقتصاد الدولي بواشنطن فريد بيرجستون المستثمرين بالاستثمار في شراء العملة الصينية في ظل فرص النمو الهائلة التى يتوقع ان يشهدها الاقتصاد الصيني في السنوات المقبلة. وقال بيرجستون في ندوة حول افاق الاقتصاد العالمي نظمها بنك الكويت الوطني ان الاقتصاد الصيني حقق اعلى معدلات نمو له خلال العام الماضي على الرغم من الازمة التى تعرض لها بسبب مرض السارس في وقت يتوقع فيه ان تستمر معدلات نموه الاكبر في العالم للسنوات المقبلة. واضاف قائلا ان المرحلة المقبلة سوف تشهد انخفاضا ملحوظا للدولار امام العملات الاسيوية وفي مقدمتها عملات الصين واليابان وكوريا الجنوبية لا سيما ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على الصين من اجل رفع سعر عملتها خلال الفترة المقبلة. واشار بيرجستون الى ان ذلك يعنى ببساطة ان شراء العملة الصينية حاليا وفي ظل المتغيرات السابق الاشارة اليها يعنى تحقيق ارباح كبيرة من خلال الاستثمار في هذه العملة. وحول سعر صرف الدولار مقابل اليورو قال بيرجستون ان الدولار خسر خلال الفترة الماضية 40 بالمائة من قيمته امام اليورو ونحو 12 بالمائة امام العملات الاخرى الرئيسية مشيرا الى ان هذا الانخفاض مرشح للاستمرار بصورة تدريجية وليس بشكل حاد وان الانخفاض الاكبر سيكون امام العملات الاسيوية على الاكثر. من ناحية اخرى توقع بيرجستون ان يحقق الاقتصاد العالمي نموا نسبته ما بين 4 الى 6 بالمائة وهو الاعلى الذي يمكن ان يتحقق خلال السنوات العشر الاخيرة في ظل المعطيات الحالية والتى اهمها على الاطلاق استقرار الاوضاع في العراق. واضاف قائلا ان ما تحقق للاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر الاخيرة من نمو ملحوظ يمكن رده الى العولمة وانفتاح الاسواق وثورة صناعة المعلومات. وحول رؤيته للاقتصاد الامريكي قال بيرجستون ان هذا الاقتصاد وان كان يعيش افضل حالاته حاليا بسبب انخفاض معدلات التضخم ومعدلات البطالة واستقرار الاوضاع في العراق الا ان شبح عجز الموازنة سيظل دائما العائق الذي يمكن ان يواجه اي اداء جيد للاقتصاد الامريكي. واشار بيرجستون الى ان الاقتصاد الامريكي بمجرد استقرار الاوضاع في العراق دخل بدوره مرحلة الانتعاش والنمو متوقعا ان يحقق الاقتصاد الامريكي واحدا من اعلى معدلات نموه خلال العام الحالي بنسبة قد تصل الى 5 في المائة وهو من اعلى معدلات النمو ايضا على مستوى الدول الصناعية. وحول علاقة الاقتصاد بالانتخابات الرئاسية الامريكية المقبلة قال الخبير الامريكي ان ثمة عوامل اقتصادية اساسية يمكن ان تلعب دورا هاما ومؤثرا في تحديد اسم الرئيس المقبل للولايات المتحدة. ومن ابرز هذه العوامل البطالة التى ان لم تستمر في منحاها الانخفاضي خلال الفترة المقبلة فانها يمكن ان تؤثر سلبيا في فرص فوز الرئيس الحالي وتدعم في الوقت نفسه فرص منافسه الى جانب معدلات التضخم. واشار بيرجستون الى ان الاوضاع في العراق سيكون لها في الوقت نفسه دور رئيسي ومهم في التأثير في الانتخابات المقبلة. وحول العولمة وانفتاح الاسواق قال بيرجستون ان الولاياتالمتحدة كانت اسرع الاقتصادات العالمية التى اتجهت نحو العولمة بينما كان الشرق الاوسط ولا يزال متحفظا الى حد تبني سياسات انعزالية في بعض الاحيان. وردا على سؤال حول اسعار النفط والاقتصاد العالمي قال الخبير العالمي ان الجميع يجب ان يعمل على ايجاد صيغة معادلة من شأنها ان تحافظ على استقرار اسعار النفط بما يدعم اقتصاد العالم. واضاف قائلا ان اهمية البحث عن هذه الصيغة تكمن في ان ارتفاع اسعار النفط دولارا واحدا للبرميل من شأنه ان يخفض نسبة الانتاجية في الاقتصاد العالمي وبالتالى تخفيف معدلات النمو. يذكر ان بيرجستون يعتبر واحدا من اكبر الخبراء الاقتصاديين العالميين حيث سبق وان شغل منصب الوكيل المساعد للشؤون الدولية في ادارة الخزانة الامريكية وله الكثير من المؤلفات الذائعة التى تتناول النظام المالي العالمي واسواق صرف العملات الدولية.