أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن متوسط سعر نفطها سجل خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي 68.36 دولاراً للبرميل، بارتفاع بلغ 11.38 دولاراً عن شهر أيار (مايو) السابق له، ما يعني ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة. وقالت المنظمة في تقريرها لشهر تموز (يوليو) أن السعر الحقيقي لبرميل النفط لشهر يونيو لا يتجاوز 43.89 دولاراً وفقاً لأسعار 2001 ( سنة الأساس) إذا ما تم استبعاد التضخم وضعف الدولار في مقابل العملات الصعبة الأخرى، وهو ما يعني خسارة برميل نفط المنظمة ما يصل إلى 24 دولاراً جراء التضخم وضعف العملة الأميركية المسعر بها نفط المنظمة خلال مدة زمنية لا تتجاوز ثمانية أعوام (المقارنة بين 2001 و2009). وأضاف تقرير المنظمة: «أن انخفاض قيمة الدولار خلال شهر يونيو بلغ 2.7 في المئة في مقابل اليورو، و بنسبة 5.8 في المئة في مقابل الجنيه الاسترليني، و 2.4 في مقابل الفرنك السويسري، وشهدت العملة الأميركية تحسناً طفيفاً في مقابل الين الياباني بنسبة 0.2 في المئة، ما يعني انخفاض قيمة برميل «أوبك» بنسبة انخفاض العملة الأميركية». وبين التقرير أن الطلب العالمي على النفط سيزيد بنحو نصف مليون برميل خلال العام المقبل 2010، ليصل إلى 84.3 مليون برميل يومياً، وعزا زيادة الطلب إلى النمو في الصين والهند وبعض بلدان أميركا اللاتينية. وتوقع التقرير أن تسهم الدول المنتجة للنفط من خارج «أوبك» في إنتاج 300 ألف برميل، ليصل إجمالي انتاجها إلى 51 مليون برميل يومياً في 2010، وستنتج البرازيل وأميركا وأذربيجان على التوالي النسبة الأكبر من هذه الزيادة. كما رجحت أن يبلغ متوسط إنتاجها اليومي 28.1 مليون برميل يومياً العام المقبل، ما يعني انخفاضاً مقداره 400 ألف برميل من متوسط انتاج المنظمة للعام الحالي والذي قدره التقرير ب 28.5 مليون برميل يومياً. ووصف التقرير هذا التراجع بالطفيف مقارنة بخفض المنظمة لانتاجها بمعدل 2.3 مليون برميل يومياً لهذا العام، مقارنة مع معدل انتاجها اليومي في 2008. وعزت المنظمة هذا الانخفاض الصغير في إنتاجها للعام المقبل إلى عودة النمو العالمي لمعدل موجب يبلغ 2.3 في المئة لعام 2010، وهو الذي يسجل معدلاً سالباً بنسبة – 1.4 في المئة لهذا العام، وهو ما سيقلل حاجة المنظمة للتخفيض الكبير في انتاجها خلال 2010، ويدعم هذا التوقع عودة الصين الي نمو قدره التقرير ب 7.5 في المئة، ونمو الهند بمعدل 6.5 في المئة، وعودة النمو الموجب لاقتصاد أميركا بمعدل 1.2 في المئة خلال العام المقبل، والأخير تحديداً يتوقع أن ينهي العام الحالي على نمو بالسالب بنسبة كبيرة تبلغ – 2.7 في المئة. ولايعول التقرير كثيراً على زيادة الطلب للنفط من دول اتحاد «اليورو»، إذ سيظل نموها سالباً للعام المقبل بمعدل قدر ب - 0.4 في المئة، وإن كان الرقم أفضل كثيراً من معدل نمو الاتحاد السالب بنسبة – 4.6 في المئة للعام الحالي، وكان معدل النمو السنوي في الطلب على النفط ازداد بمعدل سنوي قدره 1.6 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة قبل الأزمة الاقتصادية في النصف الثاني من 2008. وأشار إلى أن إنتاج السعودية من النفط الخام لم يتغير كثيراً بين الربعين الأول والثاني من العام الحالي، إذ بلغ المتوسط 7.946 و 7.948 مليون برميل يومياً في الربعين على التوالي. وبلغ إنتاج العراق من النفط الخام 2.4 مليون برميل يومياً ولم يطرأ عليه تغير يذكر بين ربعي العام. وبلغ متوسط الانتاج الروسي لهذا العام 9.74 مليون برميل يومياً، وتتصدر بهذا الرقم قائمة منتجي النفط في العالم (بعد التخفيض في انتاج السعودية)، ومن المرجح بحسب التقرير أن تتراجع صادرات روسيا من النفط إلى 9.63 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل 2010، وهو انخفاض طفيف لايتجاوز 0.11 مليون برميل. وأشار التقرير إلى المزيد من التراجع في التزام «أوبك» خفض الإمدادات المتفق عليه. فدول «أوبك» باستثناء العراق، رفعت الإنتاج في تموز (يوليو) إلى 26.20 مليون برميل يومياً، من 26.09 مليون برميل في حزيران (يونيو)، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار شجّع الأعضاء على التراخي في الالتزام بالخفوضات. وتضم سلة أوبك 12 نوعاً من خامات النفط، هي خام صحارى الجزائري ،وجيراسول الانجولي، والخام الايراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام ميري الفنزويلي، وخام أورينت من الاكوادور.