عزيزي رئيس التحرير قرأت ما كتبه الاخ طلال قديح في عدد سابق من هذه الجريدة بعنوان (حياتهم اليوم تبرم وشكوى) وانني اشكره على ماكتب وأوافقه الرأي تماما في ان الشكوى باتت هذه الايام محور حديث الاغلبية.. الشكوى حتى من لا شيء.. ذكرني موضوع الاخ بموقف شهدته في احدى الزيارات الاجتماعية وكان الفصل صيفا آنذاك شديد الحرارة والرطوبة كنت استمع الى حديث الجالسات.. حديث مليء بالتذمر والشكوى من الحر والرطوبة فمنهن من أسهبت في ذكر مساوىء فصل الصيف ومنهن من اعلنت انها تكره هذا الفصل.. ومنهن من شبهت حياتها بالعذاب و..و.. والطريف في الامر انهن كن يتفكهن بفاكهة الرطوبة (الرطب) ويتلذذن بها ويمتدحن طعمها! ثم مع دوران عجلة الحديث ذكرت احداهن ان نهار الصيف الطويل يكفي للقيام بجميع الاعمال المنزلية وما تبقى منه يكفي للزيارات ايضا ولم يتنبهن ابدا ان هذا من فوائد الصيف المظلوم دائما. ترى.. ما الذي يرضيك يا بن آدم؟؟ اولا يعلم الجميع ان كل تقلبات الكون واعداد الساعات والايام محسوبة عند الله؟؟ واننا نعيش وفق نظام سماوى دقيق يسير لنحيا وتحيا جميع الكائنات؟؟ لماذا بدل كلمات التذمر والتشكي تلك التي غالبا ما نسمعها اذا اشتدت الحرارة لماذا لا نتذكر حرارة جهنم التي هي اشد واعظم من لهيب الصيف الذي نعيشه؟ لماذا لا نجعل لساننا يلهج بالحمد والثناء دائما ويزيدنا ذلك ثوابا بدل ان يكون وبالا علينا بالنكران والجحود وصدق الامام الشافعي رحمه الله الي قال: "ارضاء الناس غاية لاتدرك"؟؟ يارا احمد