غالبا ما يكفي زئير موسيقى الروك وظلام قناع أسود حالك لكسر ارادة ضعفت من قلة النوم. واذا لم يفلح هذا تتوالى الصفعات على وجه المشتبه فيه ثم يهز بقوة بدون اصابات دائمة. أسلوب في الاستجواب تستخدمه اسرائيل ضد المشتبه فيهم العرب والولاياتالمتحدة في حربها ضد ما تسميه الارهاب. بينما تندد به منظمات حقوق الانسان وتصفه بأنه نوع من التعذيب. ولكن خبراء كثيرين يدافعون عن هذا الاسلوب كملجأ أخير في سباق لوقف هجمات انتحارية لتنظيم القاعدة التي لا تستطيع وكالات مخابرات غربية اختراق خلاياها المنتشرة. قال ألان درشوفيتز أستاذ القانون بجامعة هارفارد في مواجهة الارهاب ستلجأ كل ديمقراطية الى التعذيب اذا اعتقدت ان هذا سيمنع الهجوم عليها. القضية تكمن في انكار هذه الاساليب أو تبريرها. وتنفي واشنطن أن قواتها تستخدم التعذيب رغم تقارير متزايدة من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان عن سوء المعاملة في التجمعات العسكرية الامريكية في أفغانستان والعراق وخليج جوانتانامو.ووجهت اتهامات مماثلة للقوات البريطانية في الخليج. وأغلب الشكاوى تنحصر في الحرمان من النوم والطعام أو القناع والاجبار على الجلوس ساعات في وضع ملتو مع تكبيل بالقيود.ويقول كثيرون إنهم تعرضوا للضرب المبرح والهز الشديد ولكن بدون الاصابة بعاهات. وتعيد هذه الاساليب التي يسميها مسؤولون أمريكيون ممارسة (الضغط والاجهاد) وليست تعذيبا الى الاذهان (الضغط البدني) الذي تستخدمة سلطة الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) مع معتقلين فلسطينيين جريمتهم انهم يدافعون عن حقهم في العيش وتعتقد اسرائيل انهم يحملون معلومات عن هجوم وشيك على قواتها التي تحتل اراضيهم. وتقول مصادر أمنية اسرائيلية ان شين بيت شاركت مع هيئات أمريكية مماثلة الخبرة في استجوابات منذ منتصف التسعينات وسط مخاوف من (عنف اسلامي جديد) على ارض أمريكية. قال مصدر أمني اسرائيلي بارز لم يكن الامريكيون مؤهلين لمداهمة هذا النوع من التعصب. لذلك ساعدناهم. ويرفض مسؤولون أمنيون الافصاح عن تفاصيل التحقيقات في الحرب ضد الارهاب مما يجعل من المستحيل تقدير فعاليتها. قال درشوفيتز الذي كتب كثيرا عن التحديات القانونية التي تواجه وكالات (مكافحة الارهاب) حسب المفهوم الامريكي الاسرائيلي ان الدراسة القانونية للممارسات الامريكية يعيقها وجود مراكز استجواب كثيرة في مناطق أجنبية. ولمزيد من السرية نقلت الولاياتالمتحدة معتقلين الى دول (زبائن) تمارس التعذيب في الاستجواب.وواضح ان الضغط لعب دورا في نجاح امريكي واحد على الاقل.. اكتشاف مكان صدام حسين الذي انتزع من أحد المخبرين. قال مسؤول امريكي لصحيفة واشنطن بوست (تم استجواب هذا الرجل. لم يعط المعلومات طواعية). وقال مصدر أمني رأس استجوابات شين بيت لمدة أربع سنوات ان من عشرات الذين استخدم معهم (الضغط البدني المعتدل) واحدا فقط لم يكشف عن تفاصيل لمنع تفجير انتحاري أو هجوم بالاسلحة.وقال المصدر (اما انه كان بريئا أو قويا جدا). ويقول خبير في الشؤون العربية ان مثل هذه الاساليب تخلق عداوة يفترض تجنبها. قال عزام التميمي من معهد الفكر السياسي الاسلامي في لندن انهم القوات الامريكية وحلفاءها يزيدون من عدم ايمان الناس بالديمقراطية وما يسمى المستويات الدولية لحقوق الانسان. ويصر عاملون بحقوق الانسان ومكافحة التعذيب على ان استخدام القوة قد لا يسفر عن البوح بأية معلومات. قالت ايرين خان السكرتير بمنظمة العفو الدولية يسود اعتقاد ان التعذيب وسيلة فعالة في الاستجواب. ولكن التعذيب ليس دائما اسلوبا فعالا. الذين يتعرضون للتعذيب قد يقولون أي شيء لوقف الالم. ورغم ان الحرب على الارهاب دخلت عامها الثالث الا ان زعيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال طليقا ولا تتوقف تحذيرات من هجمات قد يقوم بها تنظيم القاعدة الذي يرأسه. ويزداد تشكك خبراء في الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة واستخدام التعذيب في أي صورة. قال ار. جيمس وولسي المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية نحن نقاتل من أجل وجودنا ضد الاسلاميين الذين يمكن أن يكونوا مسلحين بأسلحة دمار شامل ولكن حتى في هذه الظروف اعتقد اننا غير مؤثرين ونضر بكل ما نؤمن به باستخدام التعذيب مع المسجونين اضاف وكل اساليب الاستجواب غير التقليدية يجب ان تكون بالحيلة وليس بسوء المعاملة. ويوافق عامي ايالون رئيس شين بيت السابق انه حتى الضغط البدني المعتدل يجب ان يأتي بعد استنفاد الاساليب النفسية.قال المحقق الجيد يجب ان يتلاعب بعقلية الارهابي. وتقول مصادر أمنية إن استخدام مصل الحقيقة له اثار عكسية لانه يصعب في هذه الحالة فصل الخيال من الواقع في المعلومات التي يتم الحصول عليها. فلسطيني معصوب العينين يقوده جندي اسرائيلي لمعتقلات التعذيب