كشفت مصادر امنية اسرائيلية انه في مواجهة اعداد هائلة من المحتجزين الفلسطينيين ممن اعتقلوا مؤخرا لجأت اسرائيل الى اسلوب الاستجواب المكثف لناشطين مشتبه بهم بينما تتغاضى عن اخرين بشكل جماعي. ويصر جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي"شين بيت" على ان عناصره تسعى لاستئصال الرجال الحقيقيين الذين يقفون وراء الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ 22 شهرا ضد الاحتلال الاسرائيلي ولكن الجماعات المعنية بحقوق الانسان تدق اجراس الخطر بشأن ما تخشى ان يكون عودة لاساليب التعذيب في التحقيقات. وقال ديفيد بيكر وهو مسؤول بمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يشرف على الشين بيت : اجهزة الامن الاسرائيلية اصبح عليها عبء ضخم بسبب الارهاب الفلسطيني الشرس وهي تكيف نفسها طبقا لذلك. وتقول جماعات حقوق الانسان ان هناك مايقدر بسبعة الاف رجل وشاب محتجزين منذ مارس عندما شنت اسرائيل هجومين عسكريين كبيرين على الضفة الغربية بعد سلسلة من هجمات الفلسطينيين بتفجير القنابل وهجمات اخرى قتل فيها عشرات الاسرائيليين. وتقول مصادر امنية ان هناك نحو 1700 شخص مازالوا رهن الاحتجاز الاداري يشتبه في انهم ضالعون في انشطة خطرة. وتضيف المصادر ان الابرياء الذين احتجزوا في حملات اعتقال او اعتقلوا لقيامهم بهجمات بسيطة مثل رشق الحجارة او حتى هجمات غير قاتلة بقنابل حارقة يتم التغاضي عنهم من جانب محققي الشين بيت الذين يواجهون عملا يفوق طاقتهم. وقال مصدر امني اسرائيلي : اهتمامنا الاول ينصب على تحديد واطلاق سراح الاسماك الصغيرة الذين لم يكونوا بشكل واضح مشاغبين خطرين ... وبعدئذ يمكن ان نصل الى الارهابيين على حد وصفه0واضاف المصدر انه في بعض الحالات يستخدم الضغط البدني بما في ذلك هز المحتجز بعنف او حرمانه من النوم بمقتضى قرار المحكمة العليا الذي قصر التعذيب على اولئك الذي يعتقد انهم يحتفظون بمعلومات بشأن هجمات وشيكة. وقال المصدر ان هذا القرار الذي وصف بانه قنبلة موقوتة طبق في90 قضية منذ صدوره عام 1999 الا ان المصدر لم يحدد عدد من استخدم تجاههم هذا الاسلوب من المحتجزين الذين جرى اعتقالهم من الضفة الغربية مؤخرا. وقال خضر شقيرات من جماعة تمثل السجناء الفلسطينيين ان معظم عمليات التعذيب تحدث منذ مارس. واضاف ان الشين بيت لايفرق بين المحتجزين فيما يتعلق باساليب الاستجواب. وقال شقيرات ان الاسرائيليين قاموا بكل هذه الاعتقالات والان يشعرون بالارتباك ويبالغون في رد الفعل.وقالت ناشطة اخرى في مجال حقوق الانسان انها تلقت خمس شكاوى على الاقل من اعمال تعذيب سيتم ارسالها الى محامين. وقالت هانا فريدمان من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب وهي جماعة اسرائيلية كسبت حكم المحكمة العليا : نعتقد ان ذلك يمثل فقط قمة جبل الجليد. وقال رجل انه ظل معصوب العينين واجبر على الجلوس بوضع القرفصاء دون نوم لمدة 36 ساعة متواصلة. وقال اخر انهم وضعوا على رأسه قناعا وعومل بقسوة من جانب فلسطينيين اخرين محتجزين عملوا كمخبرين للشين بيت حتى سقط مغشيا عليه. ولم ينف المصدر الامني استخدام مثل هذه الاساليب في الاستجواب وقال انها كانت مبررة طبقا للظروف. واضاف المصدر : اساليبنا لاتزيد عما يمكن ان تجده من تعذيب في اي مركز شرطة. نحن نتعامل مع ارهابيين متمرسين يستحقون اساليب اشد سوءا على حد زعمه0وقال عنصر سابق من الشين بيت ان اساليب الترويع المعتدلة اكثر فاعلية من التعذيب الشامل في الاستجوابات. واضاف عادة سمعتنا تسبقنا والموضوع مخيف بما فيه الكفاية ومعد للحديث بشأنه من البداية واضافعادة ماتكون ضربة في الصدر تفقد الرجل توازنه مصحوبة بجهد مكثف لتخويفه يعتبر امرا كافيا للحصول على المعلومات المطلوبة. وقال بيكر ان اجهزة الامن الاسرائيلية تلتزم بالمعايير الانسانية مشيرا الى الحكم الذي اصدره الجيش الاسبوع الماضي بشأن ضابط كبير لقيامه بتهديد فلسطيني واهانته جسديا خلال توغل في الضفة الغربية لاعتقال ناشطين.