في الوقت الذي تعلن فيه الجمعيات الخيرية عن مساعداتها وإعانتها لأعداد كبيرة من الأسر المحتاجة, يتهم البعض تلك الجمعيات بعدم مساعدتها لمن هم في حاجة للمساعدة, ويدعون ان الواسطة تلعب دوراً مهماً في ذلك, وأن معظم المساعدات متواضعة.. أي لا تسمن ولا تغني من جوع! (اليوم) رصدت بعض الآراء لتعرف أين الحقيقة: حلقة مفقودة في البداية تقول منيرة السويح مديرة الابتدائية الثالثة بالخبر: الحلقة مفقودة بين الجمعيات الخيرية والكثير من الفقراء والمحتاجين، ومنهم من هن طالبات، وفي حاجة هن وأهاليهن للدعم المادي. فلدينا 20 طالبة يعشن تحت خط الفقر، لدرجة أنهن لا يأتين ب (ساندويتش الفسحة) من بيوتهن!! ولقد أشرفت على حالة من الحالات الصعبة التي لدنيا، وحوّلناها إلى إحدى الجمعيات، ولكنهم لم يساعدوها، لأسباب غير منطقية!! وتتابع قائلة: أذكر أنه كان لدينا حارس للمدرسة، ولكن انتهى عقده، فأوقفوه عن العمل فجأة, فتدهورت أحواله المادية، وأصبحت أكثر سوءاً، لدرجة أنه لا يملك ريالاً واحداً!!, فتبرعنا له بثلاجة وفرن. وعندما لجأ إلى إحدى الجمعيات الخيرية رفضوا مساعدته، لأنهم رأوا في بيته الثلاجة والفرن، فاعتبروه مقتدراً!! مطلوب واسطة وتستطرد السويح قائلة: بشكل عام فإن معظم المساعدات من قبل بعض الجمعيات تذهب لمن لا يستحقونها, فهي لا تساعد إلا من لديهم واسطة, والذين هم مقتدرون، وليسوا في حاجة للمساعدة.. أما الفقراء والمساكين فليس لهم نصيب, وإن أخذوا شيئاً فإن (التطفيش) يسبق العطاء!!.. علماً بأن ما تقدمه الجمعيات من مساعدات لا يكفي، ولا يسد حاجة عائلة فقيرة, كدجاجتين وكرتون طماطم!! وتتساءل: لماذا يؤسسون جمعيات ما داموا لا يرغبون في المساعدة؟! لا نجد طعاما شكوى أخرى من امرأة في العقد الخامس من عمرها, تعيش حالة لا تطاق, تحدثت إلينا رافضة ذكر اسمها, ونحن نعرض شكواها، محتفظين بالاسم، احتراماً لمشاعرها، تقول: أنا ربة أسرة فقيرة, أعيش في بيت متواضع جداً مع زوجي، الذي يعمل في مهنة بسيطة، يتقاضى منها راتباً ضئيلاً، لا يكفي للصرف علينا أنا والأولاد، لدرجة أننا لا نجد ما نأكله في بعض الأوقات.. ولدي عدد كبير من الأبناء، منهم أطفال ومراهقون، ويحتاجون للعديد من الأشياء التي لا يستطيعون بدونها الذهاب إلى المدرسة, كالطعام والملبس والدفاتر والأقلام.. لذا فقد توقف أكبر أبنائي عن الذهاب إلى المدرسة، لأنه لم يعد يتحمل الفقر, واتجه إلى العمل في مهنة متواضعة.. أما البنات فيذهبن معي شهرياً، أو في المناسبات كالأعياد، أو قبل بداية كل عام، أو فصل دراسي لعدد من البيوت، التي اعتاد أهاليها على مساعدتنا، بالمال والغذاء وبعض الملابس المستعملة. طردوني @ فسألناها: لماذا لم تلجئي إلى جمعية خيرية لمساعدتك؟ فأجابت قائلة: لقد فعلت ذلك كثيراً, ولم يساعدوني, وآخر مرة كانت قبل بدء العام الدراسي الجديد بأيام, حيث ذهبت مجدداً إلى إحدى الجمعيات الخيرية بالدمام..ولكنهم طردوني آخر مرة ولم تهز مشاعرهم دموعي وأنا أرجوهم أن يساعدوني, وطلبوا مني ألا أعود مرة أخرى.. لقد تحملت الذل والإهانات لأجل أن أسعد أبنائي لو لمرة واحدة وفي النهاية أعود صفر اليدين!! @ سألناها: ما السبب في عدم المساعدة؟ فقالت: لأنني وزوجي نعمل, فأنا أعمل (فراشة) في مدرسة، وزوجي يعمل حارساً في نفس المدرسة. ولكن أي عمل هذا الذي سيسد احتياجات أسرة مكونة من أولاد وبنات في مرحلة تزداد فيها الاحتياجات؟! امرأة أخرى التقيناها عند بوابة إحدى الجمعيات، ونحن في طريقنا لمواجهة المسئولات في الجمعية, فذكرت أنها لم تحظ بالمساعدة، لأنهم لم يقتنعوا بأنها محتاجة فعلاً, وأقسمت لي أنها رأت إحداهن، وهي تستلم الكثير من الأشياء من تلك الجمعية من الغذاء ومستلزمات الدراسة لأبنائها، رغم أنها ليست فقيرة، بل في حالة جيدة، حيث أنها جارة لها وتعرفها جيداً.. وتركناها، وهي تتحسب وتدعو الله أن يفرّج كربتها. لا نرفض مساعدة أحد تنفي مديحة الدوسري، أخصائية اجتماعية في اللجنة الاجتماعية بالجمعية النسائية الخيرية بالدمام، ما واجهناه بها، قائلة: هذا الكلام غير صحيح, فنحن نقدم المساعدات لمن هم محتاجون بالفعل, كما أن شروطنا غير تعجيزية ومعقولة, كأن يكون كبيراً في السن, أو عاجزاً, أو غير قادر على العمل، لأنه مريض ومعه تقرير طبي يثبت ذلك, وكذلك نساعد المساجين, وعندنا أيضاً قسم كافل اليتيم، باستثناء الأرامل والمطلقات, فهن من مسئوليات جمعية البر. وليس ضرورياً أن نذهب لتفقد بيته، للتأكد من أنه محتاج بالفعل, بل لدينا أساليبنا الخاصة, ومنها أننا نطلب منه بعض الأوراق الرسمية كدفتر العائلة, وغيرها من الأوراق, ونرسلها لعدد من الجهات الرسمية كالضمان الاجتماعي وصندوق التنمية ووزارة التجارة والأحوال المدنية، وغيرها من الجهات، التي ستبين لنا إن كان يستلم راتباً شهرياً، ولديه بيت ملك وغيرها من المعلومات. وتضيف: نحن لا نبني أي قرار على أساس ثلاجة أو فرن أو غسالة, بل على الراتب الذي يتقاضاه. وإن كان الراتب قليلا ك2000 أو 1500 أو أقل، ولديه عدد كبير من الأبناء نقدم له المساعدة اللازمة. ومن جهة أخرى, فنحن من نقوم بتأمين الثلاجة وغيرها من الضروريات للأسر المحتاجة. محتاجون ولكن نصابون وتضيف: نحن لا نرفض مساعدة أحد، إلا إذا اتضح أنه غير محتاج, وأذكر أن إحدى السيدات كانت تتردد على الجمعية، واكتشفنا أن لديها ضمانا من جمعية البر, فقد كانت تأتي لطلب مساعدة هي في غير الحاجة لها, من باب الطمع.. وهذا ما يفعله الكثير من المتسولين. وانتقلنا إلى مبرة الإحسان وتحدثنا إلى إحدى مسئولاتها، التي اعتذرت عن الحديث، قائلة: المتحدث الرسمي باسم الجمعية هو مدير قسم الإعلام بجمعية البر.