يتطلع العرب إلى الاجتماع الاستثنائي الذي يعقده حاليا وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية لاخراجهم من دوامة العجز العربي الذي فتح الباب على مصراعيه امام الاخرين ليتدخلوا في الشئون العربية ويحاولوا فرض معالجات دخيلة على مجتمعهم. وقالت مصادر بجامعة الدول العربية حيث يجتمع الوزراء ان امام المجتمعين عدة مبادرات تقدمت بها الدول العربية فضلا عن ملف أعده الأمين العام عمرو موسى حول تفعيل عمل الجامعة والعمل العربي بشكل عام.وأضافت أن أهم الاصلاحات تدور حول انشاء برلمان عربي ومجلس أمن مؤلف من عدد قليل من الدول ومحكمة العدل العربية. وفي الجلسة المغلقة التي عقدها الوزراء أمس عرض احمد ماهر وزير الخارجية المصرى رئيس الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية الورقة الثلاثية المصرية السعودية السورية المشتركة حول العناصر الرئيسية التى ينبغى ان تركز عليها منظومة العمل العربى المشترك عند صياغة المشروع النهائى لتطوير الجامعة العربية. كما عرض عمرو موسى الامين العام للجامعة المقترحات التي قدمها للدول العربية حول تطوير جامعة الدول العربية والعناصر الرئيسية التي تشملها والتى جاءت متوافقة مع ماورد في مقترحات ومبادرات الدول السبع التي قدمت مبادرات مكتوبة وهى المملكة وسوريا ومصر وقطر والسودان وليبيا واليمن ومقترحات شفهية من المغرب والاردن. واوضح مصدر دبلوماسى مسئول فى الجامعة العربية أن الامين العام قدم مقترحات تتضمن تسعة عناصر رئيسية حول انشاء مجلس شورى أو برلمان عربى وانشاء مجلس أمن عربى وانشاء محكمة عدل عربية وقيام تكتل اقتصادى عربى وتطوير المجلس الاقتصادى والاجتماعي وانشاء مصرف عربى للاستثمار والتنمية وانشاء آلية لاتخاذ القرارات وتنفيذها وآلية للجزاءات والعقوبات. وقال المصدر ان الجلسة المغلقة شهدت مداولات من مختلف الدول العربية حيث قدم وزراء الخارجية ردود دولهم على ماورد فى مقترحات الامين العام.. واضاف ان الجلسة المغلقة اقتصرت فقط على وزراء خارجية الدول العشرين المشاركين ووزير الاعلام الكويتي (نيابة عن وزير خارجية الكويت) وممثل ليبيا الى الاجتماع نظرا لعدم حضور عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبى الذى تغيب بسبب انشغاله. ومن المقرر أن يحيل الوزراء توصياتهم للقمة العربية التي ستعقد في تونس نهاية الشهر الحالي. ويعقد الوزراء اجتماعا عاديا غدا الاربعاء وبعد غد الخميس لبحث جدول أعمال القمة.وتشير تصريحات حادة لوزراء عرب ولكبار مسؤولى الجامعة العربية الى رفض مطلق لمبدأ فرض اصلاحات غربية على الواقع العربى الا ان ذلك يتزامن مع غياب حد ادنى للاتفاق على مبادرة ذاتية عربية محددة لاصلاح الجامعة. وعبر الأمين العام للجامعة عمرو موسى اخيرا عن تعدد المبادرات بالقول إن السماء تمطر مبادرات وذلك فى اشارة إلى مبادرة امريكية واخريات عربيات احدثهن المبادرة السعودية المصرية السورية . وكان موسى قد كلف لجنة قانونية بالجامعة لدمج نحو سبع مبادرات عربية تدعو احداها الى اتحاد عربى فى مشروع موحد وزعه على الدول الاعضاء وقوبلت المبادرة الامريكية مشروع الشرق الاوسط الكبير برفض صريح وغاضب من الدول العربية الكبرى واجمعت المواقف على رفض الاصلاح المفروض من الخارج عبر وصفات جاهزة. وعلى الرغم من تعدد المبادرات لم يتوصل المندوبون الدائمون فى اجتماعهم الذي انفض بالامس الى صياغة مشروع قرار ليعرض على وزراء الخارجية حول الموقف من مبادرة الشرق الاوسط الكبير الامريكية او حتى المبادرة السعودية المصرية السورية. وتتعلق المبادرة الامريكية هذه بادخال اصلاحات ديمقراطية فى العالم العربى وتركيا وايران وباكستان وأفغانستان الا ان وسيلة اعلانها عبر وسائل الاعلام بشكل مفاجىء ودون تشاور مسبق مع العرب كانت احد اهم اسباب الرفض العربى بهذا الشكل.