الانطباع عن جوانتانامو بانها منطقة اعتقال أميركية يخالف الواقع الذي يظهر منطقة سياحية من طراز رفيع اكتسبت منطقة جوانتانامو بكوبا شهرة عريضة بعد أن ذاع صيت القاعدة العسكرية الامريكية هناك بعد احتجاز المشتبه فيهم في هجمات 11 من سبتمبر عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وكثيرا ما وصفها الرئيس الكوبي فيدل كاسترو بأنها خنجر في لحم كوبا. وبالرغم من أن عدد المنشآت السياحية في جوانتانامو قليل جدا فلا أحد يرغب في أن يقضي عطلته إلى جوار من يعتقد أنهم أعتى الارهابيين في العالم ولكن الاغنية الشهيرة جوانتاناميرا التي تخاطب فتاة جميلة من جوانتانامو تردد على مسامع الكثيرين في العالم وهي أغنية معروفة في العالم، وتحتل القاعدة الامريكية مساحة 6.117 كيلومترا مربعا وهي مكان محدود من مقاطعة جونتانامو الكوبية. ويرد في ذهن الكثيرين فور سماع اسم جونتانامو صور بثتها أجهزة الاعلام عن المتهمين المكبلين بالاصفاد والاسوار الشائكة العالية والجنود الامريكيين، ولكن جوانتانامو بها أكثر من هذا بكثير. ومن أكثر المناطق شهرة في جوانتانامو طريق سانتياجو دي كوبا المتعرج الذي يشتهر نهارا بالعربات التي تجرها الاحصنة وراكبي الدراجات والمشاة. بينما تستمتع الابقار ليلا بالنوم على الطريق المسفلت لتدفئة بطونها. وقد يبادرك أي شرطي في أي دولة في العالم عند قيادتك لسيارة في شوراعها عن أوراقك أو إن كنت تسير مخمورا. ولكن في كوبا الشرطة لها طابع خاص. فالشرطي يقابلك بابتسامة ويحييك قائلا بوينوس دياس (صباح الخير) ثم يسألك بلطف شديد عن أوراقك. وعندما ينتهي يتوجه بالشكر لك قائلا موتشوس جراسياس (شكرا جزيلا) ويتمنى لك رحلة طيبة. وفي رحلتنا بعد السير لمسافة 10 كيلومترات قابلنا شرطيا خارج الخدمة كان واقفا على جانب الطريق لنسأله عن الاتجاهات. وعندما علمنا أنه يسير في نفس اتجاهنا عرضنا أن نصحبه معنا حيث إن هذا يدل على الشهامة والنبل في كوبا التي تعرف بصعوبة وسائل النقل بها. وأخبرنا الشرطي خورخي عن جمال شواطئ بلاده وروعة الطقس وسحر الموسيقى الشعبية الجميلة (سالسا). ويمكن لك أن تلاحظ بسهولة زراعات قصب السكر على جانبي الطريق. وتشكل 40 في المئة تقريبا من المحصول الزراعي في كوبا. وتعد كوبا واحدة من أكبر الدول المنتجة للسكر في العالم وتوفر 75 في المئة من صادرات كوبا. وعندما أوصلنا خورخي ودعنا قائلا بيان فينيدوس آه جوانتانامو (مرحبا بكم في جوانتانامو). ووصلنا عند مدخل المدينة وهو طريق واسع تمتد على جانبيه أشجار النخيل وعدد من المنازل القديمة التي يرجع تاريخها إلى عصر الاستعمار ولكنها بحالة جيدة. وعند دخولك المدينة يقابلك تمثال (فاما) وهو تمثال على قلعة سالثينيس التي بنيت في الفترة ما بين 1916 و1918 وبعد ذلك تدخل ميدان (مارتي بلازا) الذي تكثر به المقاعد الخشبية التي وضعت في ظل الاشجار. ويرتدي السكان أفضل حللهم ويخرجون إلى الميدان بعد حضور الصلاة يوم الاحد في كنيسة سانتا كاتالينا دي ريتشي. وقد بنيت جدارن الكنيسة في القرن التاسع عشر وتحمل صورا للبابا وأخرى لزيارة البابا لكوبا في عام 1988.وعلى بعد 100 متر تجري عمليات البيع والشراء اليومية في ساحة السوق والتي تشتمل عادة على الخضروات. كما يعرض جزار السوق الوحيد قطعا كبيرة من اللحم. ولكن الطلب عن اللحم قليل جدا لان معظم الكوبيين لا يستطيعون شراء أي سلع أكثر مما توفره لهم بطاقات الإعانة الحكومية. وبالرغم من هذا نجد أن مطعم الوجبات السريعة والبار في المدينة يعجان بالزبائن. ولا تختلف جوانتانامو عن أي مدينة كوبية أخرى. فشوارعها خططت كلها بنفس الشكل. ولا يمكنك رؤية الجنود الاميركيين على الإطلاق في شوارع المدينة حيث يسمح لهم بالتحرك في نطاق القاعدة العسكرية الامريكية فقط. وعلى بعد 23 كيلومترا وبالتحديد عند مدخل مدينة كامانيرا ينتهي الطريق بحاجز كبير. ويمكن للسائحين دخول المدينة الساحلية الصغيرة بتصريح من إدارة الهجرة الكوبية أو أن ينضموا إلى جولة تنظمها السلطات المحلية. وتفتح بوابة المدينة أيضا للزائرين الذين لديهم حجوزات مثبتة في فنادق كامانيرا. ويمكن لك أن ترى القاعدة الاميركية إذا اعتليت قمة التل في كامانيرا واستخدمت النظارات المعظمة. ومن أكثر الامور إثارة في جونتانامو هي الرحلة إلي المناطق الجبلية الشمالية. وهنا أيضا يمكن لك أن ترى زراعات الموز والسكر والذرة بالاضافة إلى الغابات الكثيفة التي يصل طول النخيل فيها إلى 40 مترا في بعض الاحيان. ويسير بنا الطريق متعرجا بين القرى الصغيرة والتي يكافح السائق لكي يتجنب معوقات الطريق. ومن أطرف ما يقابلك على هذا الطريق هو أن السكان يلوحون لك دائما بينما أنت في السيارة كما لو كنت نجما سينمائيا شهيرا بينما السبب بالطبع إن السيارات نادرا ما تدخل هذه المناطق.