ترصد الباحثة نادية منير عملية التطور التي قادت على إنشاء منظمة التجارة العالمية من خلال دراسة أصدرتها في كتاب بعنوان ( الدول العربية ومنظمة التجارة العالمية .. تحديات العولمة الاقتصادية) تتناول الباحثة في الفصل الأول الذي جاء بعنوان (الجات وتطورها إلى منظمة التجارة العالمة) نشأة الجات والعوامل التي أدت لتحولها إلى منظمة التجارة العالمة وقسمت هذه العوامل إلى نوعين، فأولها العوامل التنظيمية وتتعلق بطبيعة اتفاقية الجات وتطور النظام الدولي والنظام الاقتصادي العالمي. أما العامل الثاني فهو العوامل التطبيقية وقد ارتبط ظهور هذه العوامل بالمشكلات الناجمة عن تطبيق مبادئ والتزامات اتفاقية الجات. وتتحدث الكاتبة في الفصل الثاني بشيء من عن التفصيل المشاكل الناجمة عن تحرير التجارة العالمية في مجالات الملكية الفكرية والمشكلات الناجمة عن ارتباط التجارة بالبيئة وتطوير السياسات الاقتصادية وآلية فض المنازعات التجارية مع منظمة التجارة العالمية , وهو الأمر الذي يمهد لدراسة وضع الدول العربية (باعتبارها جزءا من الدول النامية) بالنسبة للالتزامات الناجمة عن اتفاقية منظمة التجارة العالمية ويناقش الفصل الثالث النتائج التي أسفر عنها مؤتمر وزراء الاقتصاد والتجارة العرب بالقاهرة في 17 يوليو 2001 ومؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض في 2 سبتمبر والمؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في الدوحة في 9 نوفمبر 2001 م وأجرت الدراسة تقييمها لهذه النتائج والقرارات التي أصدرتها هذه المؤتمرات وانتقاء الصالح منها لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي وتطوير آليات التبادل التجاري العربي والارتفاع بمعدلات الأداء الاقتصادي في الدول العربية. وخلصت الدراسة إلى أنه إذا كانت الدول العربية قد تمكنت من استعادة آليات العمل العربي المشترك وعلى مستوى القمة فإن الضرورة تفرض على الدول العربية مهمة أساسية في الظروف العالمية الراهنة وهي حتمية تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وحتمية تعظيم فعاليات التنسيق بين البلدان العربية في مفاوضات منظمة التجارة العالمية وبينها كمجموعة واحدة وبين باقي بلدان العالم الثالث التي تتشابه ظروفها وظروف العالم العربي في حلبة التجارة الدولية حتى لا يأتي تنظيم التجارة العالمية على حساب هذه الدول الساعية من أجل نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً وأوفر نمواً. من جهة أخرى أوصت الدراسة بأن تضامن الدول العربية فيما بينها وتنسيقها مع بلدان العالم الثالث يكسبها وزناً تفاوضياً كبيراً داخل المنظمة التي يقوم أسلوب العمل فيها على أساس التفاوض والتوافق وهو ما يعكس القوة العددية للدول النامية في مواجهة القوة الاقتصادية للدول المتقدمة. الكتاب: الدول العربية ومنظمة التجارة العالمية.. تحديات العولمة الاقتصادية. المؤلف: نادية منير. الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب عدد الصفحات: 88 صفحة.