الغرفة رقم 911 في فندق متروبول بهونج كونج كانت مركز تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس). ففي يوم سبت من العام الماضي حجز طبيب مريض من جنوبي الصين الغرفة وجلب معه فيروسا مخيفا نشر الفزع والموت في هونج كونج والعالم. ومر صباح أمس الاحد، عام على نقل البروفسور ليو جيانلون إلى المستشفى بعد أن نقل العدوى إلى 16 ضيفا وزائرا على الاقل. وبعد مرور عام فإن كل غرف الفندق الكائن في منطقة كولون مشغولة باستثناء الغرفة التي مكث فيها- 911 التي لم يعد لها وجود. فالغرفة التي كانت تفكر إدارة الفندق في يوم من الايام في تحويلها إلى متحف مخصص لسارس أزيلت منها اللوحة النحاسية التي كانت تحمل الرقم الشهير- 911- على بابها وحل محله رقم 913.. وبناء على ذلك تغيرت أرقام كل غرفة تحمل رقما فرديا في الدور التاسع حيث نقل ليو العدوى إلى ضيوف وزائرين من هونج كونج وكندا وسنغافورة والذين نقلوا الفيروس إلى جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أنه لم يتم إبلاغ نزلاء الفندق بالقرار الغريب بإعادة ترقيم الغرفة رقم 911 وإلغائها من الوجود. وعندما اتصل أحد الصحفيين ليسأل عما حدث للغرفة 911 أبلغه المدير المناوب بطريقة جافة بأن رقم تلك الغرفة كان دائما 913. وعندما طلب من عامل تليفونات الفندق تحويل مكالمة إلى الغرفة 911 قوبل الطلب بالرد أنا آسف الخط مشغول. وفي الوقت نفسه أضيء مصباح خارج الغرفة 913 ليوضح أنها مشغولة رغم أن أحدا لا يرد عند القرع على الباب. ولا يمكن المبالغة في الدور الذي لعبه ليو والغرفة 911 في تفشى مرض سارس. فقد خضع ذلك لتحقيق من جانب منظمة الصحة العالمية التي تعتقد أن معظم حالات الاصابة وعددها 8.422 حالة و916 حالة وفاة في 29 دولة يمكن إرجاع مصدرها إلى فندق متروبول باستثناء حالات الاصابة والوفيات في الصين. وكان ليو وهو اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي في أحد أكبر مستشفيات مدينة جوانج تشو مريضا بسارس عندما وصل إلى هونج كونج في 21 فبراير عام 2003. وفي اليوم التالي أدخل مستشفى كوونج واه على بعد مئات الياردات من الفندق حيث توفي في 4 مارس. وفي البداية كان يعتقد انه نشر الفيروس من خلال السعال والعطس في وجه نزلاء الفندق أثناء انتظارهم المصعد معا في ممر الطابق التاسع. وبعد ذلك أظهرت التحقيقات أنه ربما عطس على السجادة خارج الغرفة رقم 911 وهو ما أدى لنشر الفيروس. والنزلاء الاجانب بينهم سيدة تبلغ من العمر 78 عاما من تورنتو بكندا ورجل أعمال صيني-أمريكي توجه إلى هانوي وثلاثة سنغافوريين حملوا الفيروس إلى الخارج في حين أدخل فني بالمطار عمره 26 عاما كان في زيارة صديق في الطابق التاسع مستشفى برنس أوف ويلز لاحقا مما أدى لتفشي المرض هناك. واستمر العمل كالمعتاد في متروبول حتي اكتشفت صلته بتفشي المرض القاتل في 19 مارس مما أثار الذعر بين النزلاء وحدوث نزوح جماعي من الفندق المكون من 487 غرفة. وبدا في الشهور التي أعقبت ذلك أن نشاط الفندق لن يعود إلى سابق عهده وقال المدير المقيم للفندق كيفين نج في 22 حزيران/يونيو العام الماضي عندما عادت نسبة الاشغال إلى 20 في المئة ربما سنحول الطابق كله أو الغرفة911 فقط حيث كان يقيم البروفسور ليو إلى متحف. إلا أنه سرعان ما أعيد افتتاح الطابق التاسع مع اختفاء شبح سارس وعاد السياح، وخاصة السياح القادمين من الصين في إطار رحلات شاملة، يتدفقون مرة أخرى على هونج كونج بكثرة. وأمس الأول السبت، كان مطعم وبهو الفندق يعجان بالنزلاء ومعظمهم من الصين والذين بدا أنهم غير عابئين بالتاريخ الكئيب للفندق. ودخل رجل واحد فقط المطعم الموجود ببهو الفندق واضعا قناعا على وجهه وهو الرمز القائم لتفشي المرض في هونج كونج العام الماضي. وذكر موظف استقبال بالفندق الفندق محجوز بالكامل. وأبدى بواب الفندق ملاحظة بقوله الفندق مزدحم تماما. إذا أردت حجز حجرة، يجب أن تتصل قبلها بأسبوع على الاقل. وقال نزيل يدعى جيرالدين بيرس من سوانسي ببريطانيا يمضي أربع ليال في متروبول كجزء من رحلة شاملة أعتقدت أن هذا هو فندق سارس عندما حجزت الرحلة ولكنني لم أرغب في أن أسال عندما وصلت إلى هنا. ويضيف بيرس وهو موظف متقاعد على أي حال أنا مؤمن قوي بأنه عندما يحين أجلك ينتهي عمرك. حتى لو كنت أعرف على وجه اليقين أنه (فندق سارس)، لم يكن ذلك ليمنعني من البقاء هنا. لابد أن الوضع كان مخيفا جدا هنا آنذاك لكن هونج كونج أصبحت خالية من سارس منذ وقت طويل. إنني أكثر خوفا من الذهاب إلى بانكوك بسبب أنفلونزا الطيور المتفشية حاليأ.