في الوقت الذي يواصل مرض الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم سارس انتشاره عبر العالم ويثير الرعب في اماكن العمل والمدارس والبيوت ويجبر العديد من اماكن الخدمات على اغلاق ابوابها والدول في توخي الحذر بالنسبة للقادمين من البلدان الموبوءة كشفت أبحاث جديدة أجريت على المرضى أنه يمكن أن ينتشر عن طريق لمس الاجسام الملوثة.كما ينتقل بعملية اللمس التقليدية بين مصاب وآخر اضافة الى الطرق التقليدية. وقال علماء منظمة الصحة العالمية انهم خلصوا الى أن الفيروس أكثر مرونة عما كان يعتقد فى البداية فهو قادر على أن يعيش لمدة أربع ساعات على الاجسام التى يلتصق بها وأن يعيش لما يصل الى أربعة أيام فى فضلات الانسان. كما يمكن للفيروس أن يعيش لفترة لا نهائية فى درجات حرارة تقل عن الصفر ولا يقتل حتى عندما يتعرض لمنظفات تستخدم عادة فى تعقيم المناطق الملوثة. وتدعم هذه النتائج نظرية سابقة تقول ان أنابيب الصرف الصحى التالفة ساعدت على انتشار الفيروس فى بناية سكنية فى هونج كونج حيث أصيب به نحو 300 شخص. ويذكر أن هونج كونج من اكثر مناطق العالم تضررا من الفيروس و ظهرت ثمانى حالات جديدة يوم الاحد مما يصل بعدد قتلى الفيروس فيها الى 184 شخصا وفى الصين قالت وزارة الصحة ان هناك سبع حالات وفيات جديدة و163 اصابة ليصل عدد الوفيات الى 197 شخصا. وقد توفي نحو 450 شخصا فى جميع أنحاء العالم بسبب الفيروس وكان الاعتقاد السائد ان الفيروس ينتشر عن طريق السعال أو العطس الا أن اختبارات أجريت فى معامل بالصين وهونج كونج واليابان والمانيا لصالح منظمة الصحة العالمية أثبتت أن العدوى قد تنتشر بمجرد لمس مقبض باب أو زرار مصعد ملوث بالفيروس. الا أنه لم يعرف بعد حجم الفيروسات التى يجب أن يتعرض لها الفرد ليصاب بالعدوى وقال ديك تومبسون من منظمة الصحة العالمية فى تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية انه واثق من امكانية احتواء الفيروس دون اللجوء الى تطعيمات مضيفا نعتقد أنه من المحتمل تماما أن نتمكن من القضاء على المرض قبل أن يدخل فى دورة ويصبح وباء .لكن لم يتم التوصل حتى الآن لعلاج للسارس الذى ظهر لاول مرة فى جنوبالصين فى نوفمبرالماضي.. الا أن منظمة الصحة العالمية تأمل فى أن تساعد النتائج الاخيرة الباحثين على اجراء تجارب أفضل على الفيروس وعلى سبل علاجه. وتقول المنظمة ان هونج كونج وسنغافورة وكندا نجحت فى السيطرة الآن على الفيروس. لكن الصين لا تزال تكافح من أجل احتوائه ولا تزال المدارس مغلقة فى العاصمة بكين لمدة أسبوعين قادمين كما تم احتجاز نحو 15 الف شخص فى الحجر الصحى. سنغافورة تنجح في السيطرة على الفايروس وفي سنغافورة أعيد امس فتح أكبر سوق لبيع الخضر بالجملة وسط إجراءات وقائية مشددة للقضاء على الوباء بعد أن ظل مغلقا لمدة 15 يوما. وخلال الستة عشر يوما الماضية لم يلتقط احد عدوى الفيروس في أي مستشفى. وكان هذا السوق الذي يعد المصدر الرئيسي لحوالي سبعين في المائة من خضر سنغافوره قد أغلق بعد الاعلان عن عدة حالات للاصابة بفيروس سارس هناك. وقد تم وضع أكثر من ألفي شخص كانوا يعملون في سوق باسير بانجانج لتجارة الجملة في الحجر الصحي في منازلهم كاجراء احتياطي. ومع الاعلان عن وفاة 25 شخصا وإصابة 302 آخرين بفيروس سارس فان سنغافورة تعتبر من أكثر الدول تأثرا بالمرض في العالم. وقد أقيمت ثلاثة مراكز للفحص وقياس درجات الحرارة وفحص بيانات الصحة لدى كل هؤلاء الذين يدخلون السوق. كما عكفت السلطات على إعادة تنظيم السوق حتي يصبح من السهل احتواء كل قسم منه وحتى يمكن تفادى إغلاق السوق كله مرة أخرى اذا أصيب شخص بعدوى المرض. وقد انخفض عدد المصابين بمرض سارس والذين يعالجون في المستشفيات الى 30 شخصا في نهاية الاسبوع وهو أدنى رقم يسجل في شهر تقريبا. ومازال هناك 14 شخصا في حالة خطيرة. روسيا تغلق حدودها مع الصين وفي موسكو قالت تقارير اخبارية امس أن مسؤولى الصحة الروس شخصوا أول حالات اشتباه بالاصابة بالالتهاب الرئوى الحاد (سارس) على الحدود الشرقية مع الصين. واوضح المسؤولون فى مدينة بلاجوفشينسك فى منطقة نهر امور أنه تم عزل الاشخاص الاربعة الذين ظهرت عليهم أعراض الاصابة بسارس ويجرى حاليا متابعتهم. وكان الاربعة يقيمون فى فندق ينزل به العمال المهاجرون من الصين. وذكرت وكالة أنباء انترفاكس أنه تم فرض الحجر الصحى على الفندق كما أمرت السلطات الروسية باغلاق الحدود مع الصين امس. سكان بكين يغادرونها هربا من المرض