تنتظم واحة الاحساء شبكة من قنوات الري, وقنوات الصرف الزراعي: الاولى بطول 2638كم والثانية بطول 1276كم . وتتبع هذه الشبكة انشاء وادارة مشروع الري والصرف. ويعد هذا المشروع الحيوي ابان افتتاحه على يد المغفور له جلالة الملك فيصل عام 1971م من اكبر المشاريع الزراعية في الشرق الاوسط ان لم يكن في العالم حيث انه ينظم عملية ري, وتصريف المياه الزراعية لاكبر واحة زراعية مروية في العالم. وقام هذا المشروع بديلا لنظام الري التقليدي الذي كان يسود الواحة. والذي تسبب في زيادة منسوب الماء الارضي, وتراكم الاملاح في تربة الواحة., وتشكل البرك والمستنقعات.. بسبب الري المفرط, وقلة المصارف. لذا بادرت وزارة الزراعة والمياه انذاك بانشاء هذا المشروع كحل للمشكلات الزراعية التي تعاني منها الواحة. لتبقى الاحساء غابة للنخيل وسلة غذاء في حاضرها ومستقبلها كما كانت في ماضيها. وبنسبة كبيرة تمكن هذا المشروع من تحقيق بعض الاهداف المناطة به, والتي منها : اقامة نظام ري لتوزيع المياه على جميع الاراضي الزراعية, واقامة نظام صرف زراعي لخفض منسوب الماء الارضي, وازالة الاملاح من التربة كذلك بناء شبكة من الطرق الزراعية. ولم يتمكن المشروع ضمن خطته من زيادة الرقعة المزروعة من 8000 الى 20000 هكتار. فمازالت مساحات شاسعة من الاراضي البكر والتي هي ضمن نطاق المشروع مازالت بحاجة لاستصلاح واستثمار زراعي, وعملية اداء وفاعلية هذا المشروع بعد 32 عاما من انشائه تحتاج من وزارة الزراعة الى مراجعة وتقييم جاد للواقع الزراعي.. في الواحة. فعلى مستوى الانتاج مثلا تمكنت الواحة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج القليل من المحاصل الزراعية واكثر المحاصل التي يفترض ان تنتجها الواحة مازالت رهن الاستيراد, ومثل ذلك الانتاج الحيواني أمر آخر يحتاج الى دراسة ومراجعة, وهو انتشار قنوات الري والصرف بالطريقة المكشوفة الشيء الذي يجعل منظر هذه القنوات لا يتناسب ومظاهر التنمية المدنية التي تشهدها المحافظة في الوقت الراهن. @@ خالد بن فهد البوعبيد