كشفت هيئة الري والصرف في الأحساء، أن مياه الصرف الزراعي المُعاد استخدامها، أصبحت تُشكّل نحو 30 في المئة من مصادر المياه المُستخدمة في أغراض الري، وأنها خفّضت اعتمادها على مياه الآبار الجوفية التي تمثل الآن 32 في المئة، من مصادر مياه، الري، بعد «التحوّل التدريجي إلى «المصادر غير التقليدية»، بعد نضوب معظم العيون، التي كانت تمد مزارع الأحساء بالمياه الجوفية. وأكدت هيئة الري والصرف، أنها سجلت «مستوى ملحوظاً في تنامي الاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض ري المزارع المُعتمدة على شبكة الري التابعة للهيئة في واحة الأحساء». وبلغت كمية مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً المُستخدمة لأغراض الري خلال العام الماضي 2012، 46.403 مليون متر مكعب من المياه، والواردة من محطات المعالجة الثلاثية التابعة لوزارة المياه في كل من الهفوف، والعمران، والعيون، وكذلك محطة شركة «أرامكو السعودية». وقال المتحدث باسم هيئة الري والصرف في الأحساء فرحان العقيل: «إن الهيئة تجري التحاليل المخبرية والفحوص الدورية اللازمة على مدار الساعة، على المياه الواردة من هذه المحطات، للتأكد من مطابقتها للمواصفات الخاصة بمياه الري غير المقيد، وفقاً للمعايير السعودية المعتمدة بهذا الخصوص والمتطابقة مع المعايير العالمية». وأكد العقيل، أن «الهيئة تولي جانب الحفاظ على المخزون المائي اهتماماً كبيراً، تبعاً لاستراتيجيات المياه، ويتم السحب وفق معايير وتوازنات مدروسة بين الحاجة ومعدلات السحب»، مشيراً إلى أن إجمالي المياه التي وفرتها الهيئة للمزارعين من خلال شبكات الري، خلال العام الماضي، «بلغ 97.4 مليون متر مكعب، منها 29 مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي المُعاد استخدامه للري، و21.9 مليون متر مكعب من مياه الآبار الجوفية». ولفت إلى «انخفاض الاعتماد عليها كمصدر لمياه الري، والتحول التدريجي إلى المصادر غير التقليدية»، مضيفاً أن «الهيئة ماضية في تقليل الاعتماد على هذا المصدر، بتفعيل زيادة الوارد من محطات المعالجة، وكذلك العمل على إيصال المياه المعالجة من محطة الخبر، والتي يجري العمل الآن على تنفيذ مشروع كبير، لنقلها إلى الأحساء، بكلفة 740 مليون ريال. وتسجل نِسب الإنجاز فيه تزايداً، يتوافق مع مراحل الإنجاز». وتنفذ الهيئة الآن سلسلة من مراحل تحويل نظام نقل مياه الري من القنوات المفتوحة إلى أنابيب مغلقة. ويجري العمل قريباً على تدشين المرحلة الأولى من المشروع، التي تخدم أكثر من 1500 مزرعة في منطقة صويدرة والخدود وما حولها، وسيتم تركيب محابس آلية لكل مزرعة مُبرمجة بتوقيت وكمية المياه اللازمة لها. وهو ما يساعد المزارعين أيضاً على تركيب شبكات الري الحديث في مزارعهم. إلى جانب إزالة القنوات الأسمنتية وفتح الطرق في منطقة المشروع، أسوة بكل المراحل الجاري العمل فيها، والمُستهدفة أيضاً من كامل منطقة الواحة، وبكلفة تصل إلى حوالي 900 مليون ريال لجميع المراحل.