قالت مصادر صحفية أمريكية امس الاحد ان مسؤولين حكوميين وخبراء أٍسلحة أمريكيين وأوروبيين حددوا مصدر تصميمات الأسلحة النووية التي عثر عليها في ليبيا العام الماضي وقالوا إنها من الصين. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين قولهم إن العثور على هذه التصميمات يظهر دليلا أخر على تورط الصين بانتشار الاسلحة النووية ونقل أسرار نووية عبر باكستان إلى دول أخرى في آسيا والشرق الاوسط. وأشارت المصادر إلى أن تصميمات القنبلة وأوراقا أخرى قدمتها ليبيا تقدم دليلا صارخا على تورط الصين التي طالما اشتبه بدورها في نقل التكنولوجيا النووية لباكستان في مطلع الثمانينات. وأضافت المصادر ان ليبيا باعت هذه التصميمات مرة أخرى عن طريق الشبكة التجارية الدولية التي أقامها علماء باكستانيون والتي تخضع الان لتحقيقات دولية موسعة. وكشفت المصادر عن أن مجموعة الوثائق التي قدمتها ليبيا تضمنت "نصوصا باللغة الصينية احتوت على تعليمات تفصيلية تشرح الخطوات اللازمة لتجميع وتفجير القنبلة النووية التي يمكن تركيبها على رؤوس صواريخ باليستية كما تتضمن تعليمات فنية لتصنيع مكونات القنبلة. وقال أحد الخبراء الذين تابعوا التحقيقات في مقابلة إن التصميمات كانت قديمة جدا إلا أنها ذات قيمة تقنية عالية حسبما أفادت الصحيفة. وكان مسؤولو المخابرات الامريكية قد اتهموا الصين منذ سنوات بتقديم مساعدات أولية لباكستان لبناء أول مفاعل نووي وأِعرب خبير أسٍلحة مقرب من التحقيقات عن دهشته حيال ما أثير عن بيعهم تكنولوجيا نووية حساسة لدول أخرى وقال المسؤولون إن بعض الملاحظات المدونة في الوثائق التي قدمتها ليبيا تشير إلى أن الصين استمرت لسنوات عديدة بتلقين العلماء الباكستانيين معلومات دقيقة حول تصنيع القنبلة. وكانت ليبيا قد أعلنت بصورة مفاجئة في نوفمبر الماضي عن استعدادها للتخلي طوعا عن أسلحة الدمار الشامل وكشفت عن مجموعة من الوثائق التي تخص برامج هذه الاسلحة. في الوقت نفسه وصف العالم النووي الخبير السابق بفريق الأممالمتحدة ديفيد اولبرايت سلوك الصين تجاه البرنامج النووي الباكستاني بأنه غير مسؤول ويتسم بقصر النظر وقال إن هذه الوثائق تثير أيضا تساؤلات بشأن ما إذا كانت إيران وكوريا الشمالية آخرين قد حصلوا على هذه المعلومات من الباكستانيين أو عملائهم.