نسب إلى محقق كبير في قضية تسريب التكنولوجيا النووية الباكستانية للخارج قوله إن العالم النووي عبد القدير خان اعترف خلال التحقيقات بأن تسريب التكنولوجيا جرى بعلم كبار قادة الجيش الباكستاني آنذاك ومن بينهم الجنرال برفيز مشرف نفسه. وقالت صحيفة واشنطن بوست امس إن المحقق وصديقا لخان الذي يحمل لقب أبو القنبلة النووية الباكستانية قالا إن العالم النووي اعترف للمحققين بأنه ساعد كوريا الشمالية في تصميم منشآت لمعالجة يورانيوم يصلح لانتاج أسلحة وذلك بعلم كبار القادة بالجيش الباكستاني آنذاك ومن بينهم الجنرال مشرف رئيس البلاد حاليا. وأشارت المصادر إلى أن خان أكد أن الجنرال ميرزا إسلام بيج قائد أركان الجيش الباكستاني خلال الفترة من عام 1988 إلى 1991 كان على علم بالمساعدات التي قدمها خان للبرنامج النووي الايراني وقال إن اثنين من كبار القادة بالجيش بالاضافة إلى مشرف علموا بالامر ووافقوا على جهود خان فيما يتصل بكوريا الشمالية. وتأتي تأكيدات خان بتورط قادة بالجيش في مسألة تسريب التكنولوجيا في إطار التحقيقات المستمرة منذ شهرين بشأن الادعاءات بأنه وعلماء نوويون آخرون حصلوا على ملايين الدولارات لبيعهم معدات وخبرات للخارج. وكان مشرف ومسؤولون كبار بالجيش الباكستاني قد أكدوا أن خان وعالما نوويا آخر على الاقل هو محمد فاروق تصرفا بدافع الجشع خرقا لسياسة الحكومة الراسخة التي تمنع تصدير تكنولوجيا الاسلحة النووية. في الوقت ذاته طالب خان المسؤولين الباكستانيين أثناء التحقيق باستجواب قادة الجيش السابقين ومشرف نفسه مؤكدا أن التحقيقات لن تستكمل ما لم يحضر هؤلاء ونستجوب معا، حسبما أفاد صديق خان الذي التقي به مرتين خلال الشهرين الماضيين. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول عسكري باكستاني كبير طلب عدم الكشف عن هويته أن السلطات الباكستانية استجوبت رئيسي أركان سابقين للجيش الباكستاني لهما ميرزا إسلام بيج وجيهان جير كرامات الذي تولى المنصب في الفترة بين 1996 إلى 1998 بسبب مزاعم خان لكنهما نفيا أي علم مهما بتلك المعاملات. من جهته قال شوكت سلطان المتحدث باسم قيادة الجيش إن مشرف لم يسمح بنقل التكنولوجيا (النووية) ولم يتورط بأي شكل في هذه الاعمال حتى قبل توليه الرئاسة. من جانب آخر وصف اللفتنانت جنرال خالد قيداوي قائد خلية التخطيط الاستراتيجي والتنمية بالجيش الباكستاني خان بأنه العقل المدبر لشبكة تهريب محكمة وغير مصرح بها شملت استئجار طائرات وإجراء مقابلات سرية في الخارج ومصنعا ماليزيا أعاد تحوير أجزاء من أجهزة طرد مركزي لم يعد البرنامج النووي الباكستاني بحاجة لها لبيعها لعملاء أجانب. وأشار قيداوي في تصريحات صحفية إلى أن عملية نقل التكنولوجيا للخارج بدأت عام 1989 ورعتها شبكة سماسرة من بينهم ثلاثة رجال أعمال ألمان وآخر سريلانكي يطلق عليه طاهر وهو محتجز حاليا في ماليزيا. وقال المسؤول إن خان أكد للمحققين إنه زود الدول الثلاث بمساعدات ولم يكن هدفه منها تكوين ثروة بل تحويل النظر بعيدا عن برنامج باكستان النووي وبالنسبة لايران وليبيا كان نوعا من التعاطف مع دول إسلامية. ونقلت الصحيفة عن محقق ومسؤول كبير بالاستخبارات قولهما إن خان قال أيضا إنه زود إيران وليبيا بمعدات عتيقة وفائضة عن الحاجة من المعامل النووية وكان يعلم أنها لن تزود أيا من البلدين في المستقبل القريب بقدرات لتخصيب اليورانيوم. خان