دافعت باكستان عن اعتقالها ستة من العلماء والمسؤولين النوويين مؤكدة انهم سربوا كميات كبيرة من المواد الحساسة بما فيها شيفرات سرية الى حكومات اجنبية. جاء ذلك في محاضر قدمتها وزارة الداخلية للمحكمة العليا في لاهور ضد ادعاءات قدمتها عائلات المعتقلين الستة بأن اعتقالهم غير قانوني، مطالبين بالافراج عنهم. وجاء في المرافعات التي اطلعت وكالة فرانس برس عليها ان العلماء الستة شاركوا لسنوات عديدة في نشاطات لنشر الاسلحة النووية واعتقالهم امر ضروري لوقف عمليات التسريب. وكان العلماء الستة محمد فاروق ونزار احمد ونسيم الدين وضباط الجيش المتقاعدين اسلام الحق وسجاول خان مالك واقبال تاجوار قد اعتقلوا في اطار التحقيقات في تسريب اسرار نووية الى ليبيا وكوريا الشمالية وايران من خلال عصابة تهريب نووي ترتبط بعبد القدير خان، مهندس البرنامج النووي الباكستاني. وكان هؤلاء العلماء يعملون في مختبرات خان ريسرتش لابوراتوريز المركز النووي الرئيسي في باكستان والذي كان يديره عبد القدير خان. وأقر خان الذي كان يعتبر بطلا قوميا، الاسبوع الماضي بلعب دور في بيع التكنولوجيا النووية في السوق السوداء وطلب الصفح عنه. واصدر الرئيس الباكستاني بيرويز مشرف عفوا عنه. وجاء في الوثائق التي قدمتها الحكومة ان العلماء الستة مسؤولون بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن تسريب شيفرات سرية ومواد نووية ومواد وآليات ومعدات ومكونات ومعلومات ووثائق ورسومات وخطط ومقالات وملاحظات وغيرها الى دول وجهات اجنبية. وكانت باكستان قد بدأت التحقيق مع العلماء والمسؤولين النوويين في نوفمبر بعد ان تلقت رسالة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تسريب معلومات نووية الى بلدان اجنبية. وقال خان في تقرير من 11 صفحة حول عمليات التسريب التي جرت ما بين 1986 و 1993 انه شارك في نقل معلومات نووية الى جماعات تعمل لحساب ايران وليبيا وكوريا الشمالية. من جهة أخرى أقر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس بأن المسلحين في أفغانستان يقومون ببعض النشاطات انطلاقا من الاراضي الباكستانية، جاء ذلك خلال كلمة له في المدرسة الحربية الباكستانية، مؤكدا أنه ليست جميع النشاطات المسلحة في أفغانستان تشن كلها من باكستان ولكن الصحيح ان بعضها شن انطلاقا من باكستان. كما دعا الى عدم القاء اللوم على باكستان بسبب ما يحصل داخل أفغانستان متعهدا في الوقت نفسه بأن بلاده ستواصل حملتها ضد الارهاب. وقال مشرف في خطاب وجهه لكبار القادة العسكريين في كلية الدفاع الوطني إن هناك حاجة للتعامل بشكل صارم مع الاوضاع في الاقاليم الباكستانية التي تحد أفغانستان. يشار الى ان منطقتي الجنوب والجنوب الشرقي لافغانستان مجاورتان لمناطق قبلية باكستانية لا تسيطر عليها السلطات الباكستانية تماما. وتعيش على جانبي الحدود قبائل الباشتون المؤيدة بشكل كبير لطالبان. وكانت الحكومة الباكستانية قد نشرت اكثر من خمسين الف عسكري على طول الحدود الافغانية في محاولة للسيطرة على الحركة بين البلدين وذلك منذ يناير 2002 في خضم التدخل العسكري الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد نظام طالبان. في هذه الأثناء، افاد مسؤول محلي ان قوات شبه عسكرية باكستانية اوقفت أمس ثلاثة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة خلال عملية في منطقة قبلية قرب الحدود الافغانية. واوضح رياض خان ان الرجال الثلاثة، وهما عربيان وناشط باكستاني، استسلموا بعد ثلاث ساعات من المفاوضات. لكنه لم يكشف عن جنسيتهم ولا عن هويتهم.