رغم دعمها للتحالف المناوئ للارهاب إلا أن باكستان وجدت نفسها أمام عاصفة بسب مزاعم عن قيامها بالاتجار في الاسرار النووية مع كوريا الشماليةوالعراق. فوفقا لسلسلة من التسريبات مؤخرا خاصة من جانب مصادر المخابرات الامريكية فان باكستان قايضت ما لديها من تكنولوجيا نووية بالصواريخ الكورية الشمالية المتوسطة المدى. وفي مزاعم أخرى قال مصدر بمقر الاممالمتحدة في نيويورك إن ممثلا للعالم الباكستاني المشهور عبد القدير خان عرض على العراق في أواخر التسعينيات تكنولوجيا ذات علاقة بالسلاح النووي. وأخيرا تحدث الرئيس الباكستاني برفيز مشرف في الاسبوع الماضي ليدين تلك المزاعم بوصفها (حملة تشهير شريرة واتهام بلا دليل لتلويث سمعة أبطالنا القوميين وسجل باكستان النظيف والاضرار بهم). وأضاف مشرف إننا أمة مسئولة ولدينا هياكل قيادة وسيطرة تعمل منذ أربع سنوات وتتحكم في المسائل النووية ولا تسمح بمرور أية أسرار. ونحن نرفض تماما تلك الروايات والمزاعم الخبيثة. وعبد القدير خان هو واحد ممن أطلق عليهم مشرف (الابطال القوميين) فهو مؤسس معامل أبحاث كهوتا (كي.آر.إل) شرقي إسلام آباد. ولقد كانت معامل أبحاث كهوتا في بؤرة الاهتمام الدولي في منتصف الثمانينيات نظرا لوجود منشأة سرية بها لتخصيب اليورانيوم. كما قامت تلك المعامل بتسليم مواد قابلة للانشطار لاول تجارب نووية أجرتها باكستان في مايو1998 بعد ثلاثة أسابيع من كشف الهند عن ترسانتها النووية. وإلى جانب سلسلة من الصواريخ القصيرة المدى، والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من المعدات الحربية، قامت معامل كهوتا أيضا بتطوير الصاروخ غوري المتوسط المدى والذي دخل الخدمة في الجيش الباكستاني في الاسبوع الماضي. كما فند بيان لوزارة الخارجية الباكستانية أيضا الانتقادات الجارية بشأن البرنامج النووي الباكستاني والعلماء المرتبطين به. وقال البيان إن الدكتور عبد القدير خان عالم باكستاني مميز وبطل قومي ولقد أكسبته إسهاماته في الامن الباكستاني احترام وتقدير شعب باكستان. وأضاف: ثمة حملة خبيثة ضد باكستان التي تتمتع بسجل نظيف في الحفاظ على التكنولوجيا النووية الحساسة وضمان أنها لن تذهب إلى أي دولة أخرى أو منظمة أو فرد. وكل الاسلحة الاستراتيجية الباكستانية والتي تضم القنابل النووية والصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى تخضع لسيطرة القوات المسلحة الاستراتيجية (إس.أيه.إف) التي تأسست في أواخر عام 1999 ويقودها حاليا الجنرال شهيد قدواي. ولكن البعض يخشى من احتمال وصول إسلاميين إلى الترسانة الباكستانية. وقال جون هامر نائب وزير الخارجية الامريكي السابق للشئون الدفاعية والاستراتيجية في محاضرة ألقاها مؤخرا في حيدر آباد أن هذا الاحتمال يمثل تهديدا أكثر من أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. وقال هامر إن وجود قوات راديكالية مثل طالبان، يجعل إمكانية الوصول إلى الاسلحة النووية أمرا مزعجا للغاية وفي رأي أكثر إلحاحا من مشكلة العراق. وقامت عناصر من المخابرات الامريكية بالتحقيق مع العالم الباكستاني النووي السابق بشير الدين محمود بشأن مزاعم عن اتصالات أجراها بأسامة بن لادن ورفاقه في شبكة القاعدة الارهابية. وكان محمود، المحظور عليه التحدث لوسائل الاعلام، قد قام بتأسيس منظمة خيرية للاغاثة في أفغانستان خلال حكم طالبان. وقد أثارت هذه المنظمة مخاوف من أن تكون القاعدة قد وضعت يدها على المادة الخام للقنابل النووية. وقد انتقد بعض المعلقين الباكستانيين الطريقة التي تعاملت بها وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية مع باكستانيين بارزين للاشتباه في علاقاتهم بالقاعدة والعراقوكوريا الشمالية، ومن بينهم جراح العظام المشهور أمير عزيز الذي تردد أنه التقى بابن لادن وعالج بعض مساعديه المقربين قبل سقوط طالبان. وذكرشهيد الرحمن مؤلف كتاب عن البرنامج النووي الباكستاني أن تلك الروايات يتم اختلاقها كجزء من مؤامرة تحاك ضد باكستان. وأضاف أنه يخشى من احتمال أن يقوم الرئيس الامريكي جورج بوش بإضافة باكستان إلى قائمته لدول (محور الشر) المرشحة لان تضرب بمجرد أن يفرغ من العراقوكوريا الشمالية.