أكد عبدالقدير خان مهندس القنبلة النووية الباكستانية الذي يعيش قيد الاقامة الجبرية منذ ان اقر بأنشطة انتشار نووي لحساب ايران وكوريا الشمالية وليبيا، الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الحكومة رفعت كل القيود على تحركاته. وفي شباط/ فبراير امرت محكمة في اسلام اباد باطلاق سراحه لكن قوات الشرطة والجيش ابقته في الاقامة الجبرية وحدت من تنقلاته. وفي نهاية الاسبوع الماضي طلبت المحكمة العليا في لاهور من السلطات بناء لطلبه تبرير اسباب ابقائه في الاقامة الجبرية. وكان من المقرر عقد جلسة جديدة الجمعة لهذا الغرض. وفي اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس الثلاثاء حول معلومات صحافية باكستانية تحدثت عن رفع القيود المفروضة عليه، قال خان "الحمد لله هذا صحيح". وكشف خان بأن باكستان تملك القدرة العسكرية على إسقاط طائرات التجسس الأمريكية إلا أنها لا تملك القدرة على محاربة أمريكا. وحول البرنامج النووي الباكستاني أوضح الدكتور خان بأن باكستان لم تقم بتزويد كوريا الشمالية بالتكنولوجيا النووية، بينما أن باكستان حصلت على 200 صاروخ مضاد للطائرات، وحول تسريب التكنولوجيا النووية لإيران قال الدكتور خان بأنه كان قد نصح إيران باللجوء إلى المؤسسات الأوروبية المختصة بتزويد الوقود النووي للأغراض السلمية، وأنه لم يقم بتسريب التكنولوجيا النووية. وحول البرنامج النووي الباكستاني أكد الدكتور عبدالقدير خان بأن الترسانة النووية الباكستانية في أيد آمنة وأنها قد تطورت إلى الحد المطلوب. وحول التسريبات النووية الباكستانية، قال خان بأن كل ما نسب إلى باكستان بشأن التسريب النووي غير صحيح وأنه ليس أكثر من قصص خيالية لا موضع لها من الصحة. وكشف بأن باكستان كانت قد تمكنت من صناعة القنابل النووية في عام 1984م، إلا أنها لم تقم بإجراء تجارب لها بسبب الحروب التي كانت تشهدها أفغانستان حينذاك. جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه إحدى قنوات التلفزيون الباكستانية المحلية وفقاً لما نقلته جريدة "خبرين" الباكستانية الناطقة باللغة الأردية، حيث أوضح الدكتور خان بأن باكستان لديها صلاحيات عسكرية متفوقة ويمكنها إسقاط طائرات التجسس الأمريكية، إلا أن باكستان لا تملك قوة كافية مقابل القوة العسكرية التي تتمتع بها الولاياتالمتحدة. إلى ذلك أوضح الدكتور خان بأن باكستان شعرت بالحاجة إلى القوة النووية بعد أن خسرت بنغلاديش في عام 1971م، وقال ان الحكومة الباكستانية استدعته من هولندا وطلبت منه صناعة قنبلة نووية لتحمي باكستان، إلا أنه لعدم وجود معامل جيدة في باكستان، قام الدكتور خان بتصميم معامل خاصة بالتكنولوجيا النووية، كما قام بجمع عدد من علماء الكيمياء والفيزياء الباكستانيين من مختلف المؤسسات التعليمية والبحثية من داخل باكستان وخارجها، والذي استغرق ثلاث سنوات. وفي عام 1984م نجحت باكستان في صناعة القنبلة النووية، وقام الدكتور خان بكتابة رسالة إلى الرئيس الباكستاني حينذاك الجنرال ضياء الحق. إلا أن الأخير قام بتأجيل التجربة نظراً للظروف الاستراتيجية التي كانت تمر بها المنطقة بسبب الحروب التي كانت تشهدها أفغانستان في ذلك الوقت.