كما يصاب الجسد بالأمراض والآفات فإن النفس أيضا تمرض وقد تأسس علم النفس على يد المفكر (سيجموند فرويد) وأحدث ذلك تطورا هائلا وتم إنشاء مدارس الطب الحديثة لعلاج النفس والوصول بها لبر الأمان والتخلص من الآفات التي تحرم المريض من السعادة والتكيف مع المجتمع. فحين يقوم المريض بالتوجه للعيادة النفسية يجب ان نقابل هذ الأمر بشكل عادي فلا نشعره بالنقصان او نعرضه للسخرية والكلام! فالبعض عنده فكرة خاطئة وهي ان العيادة النفسية بوابة للمنبوذين او المختلين, وهذا شعور غير حضاري لأنها عيادة طبية مخصصة لعلاج النفس وهي عضو من الجسم يتعرض للإصابات والعلل كباقي الأعضاء ولا داعي لتلك النظرة الخاطئة. والطبيب الحاذق يتم على يديه الشفاء بإذن الله. ولقد قرأت في كتب أطباء النفس ان (التشخيص) أهم مرحلة في العلاج قبل وصف أي دواء يجب التأكد من التشخيص وان يكون بمستوى عال من الدقة وبعض الاطباء يأخذ جلسات مطولة مع المريض وكل ذلك من أجل دقة التشخيص للعلة. فالتسرع في التشخيص وإعطاء أي علاج أسلوب خاطىء يفاقم المرض ولا يساعد على الشفاء. ولهذا فإن المريض يجب ان يختار الطبيب المتمرس خاصة بالنسبة للأدواء النفسية. من ناحية اخرى يجب ان نراجع نظرة البعض من أبناء المجتمع للمريض النفسي.. تلك النظرة يجب ان تتغير.. فمريض النفس ليس وحشا مخيفا ولا هو مختل عقلي انه شخص عادي مثلنا يمر بأزمة معينة اصابته بعلة نفسية وهنا علينا ان نأخذ بيده ونعامله معاملة خاصة ونوفر له الأجواء الصحية المريحة البعيدة عن الضوضاء والازعاج ونحذف الكلمات والتصرفات التي تزعجه ولا يتقبلها.. هذا واجبنا نحو المريض النفسي ويجب ألا نقصر فيه.. علينا ألا نهضم ذلك المريض او ننقص من حقوقه في العيش معززا مكرما وسط أهله وفي مجتمعه.. فهل تتغير نظرة البعض تجاه مريض النفس؟ ومع ذلك التغير ترتقي معاملتنا له؟ @@ وسيم عبدالله القطيفي