يترأس وزير الطاقة الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو الذي يتولى رئاسة الدورة الحالية لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، الاجتماع الاستثنائي لوزراء نفط المنظمة في الجزائر اليوم، والذي يصفه المراقبون ب (الحاسم) للبحث في عدة قضايا ابرزها مراجعة سياسات الانتاج وتحديد معدلات ضخ الدول الاعضاء خلال الربع الثاني من العام الحالي. ويعكف وزراء الدول الاعضاء بالمنظمة خلال الاجتماع على دراسة نقطتين اساسيتين وهما انتخاب الامين العام للمنظمة بعد تقدم ثلاثة مرشحين لهذا المنصب وكذلك دراسة حالة احتياجات السوق من اجل تحديد حصة انتاج المنظمة خلال السداسي الثاني من السنة الحالية. مستوى الانتاج والقرار الصعب ومن المتوقع ان يخرج الاجتماع بقرارات تهدف الى الحفاظ على انتاج المنظمة والابقاء على السعر المرجعي المحدد الذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا امريكيا للبرميل، حيث كان رئيس المنظمة يوسجيانتورو قد أعلن في وقت سابق انه لايوجد اجماع بين اعضاء المنظمة بشأن الابقاء على سقف الانتاج الرسمي لاوبك (5ر24 مليون برميل يوميا) او خفضه، في حين برزت مخاوف من ان يؤدي تباطؤ موسمي على الطلب على النفط نهاية فصل الشتاء بالنصف الشمالي من العالم لوفرة الامدادات وانهيار محتمل للاسعار يصعب التكهن بمستوياته حاليا.واعتادت المنظمة في مثل هذا الوقت من كل عام على خفض الامدادات بهدف منع حدوث زيادة كبيرة في مخزونات النفط، غير ان ارتفاع اسعار الخام منذ سبتمبر الماضي اثار قلق المستهلكين الذين يخشون ان تقوض اسعار الطاقة المرتفعة النمو الاقتصادي لاسيما في الدول الغربية المستهلكة الرئيسية للنفط في العالم، حيث كانت اوبك قد توقعت في تقريرها الاخير عن سوق النفط هبوط الطلب على نفطها في الربع الثاني من العام الحالي بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا عن مستوى انتاجها في ديسمبر الماضي . وفي هذا الاطار قال وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عبيدالناصري: ان اي قرار بشأن تخفيض انتاج دول منظمة (اوبك) يجب ان يتخذ باجماع الدول الاعضاء في المنظمة. وذكر ان مسألة تخفيض الانتاج او زيادته ستأخذ في الاعتبار الارقام الخاصة بالمخزونات العالمية من النفط ومستويات الانتاج الحالية والطلب على النفط في الربع الثاني من العام الحالي الذي توقع ان يشهد انخفاضا خلاله. وشدد الناصري على ان اي قرار ستتخذه اوبك لابد ان يراعي مستوى الاسعار الحالية ومستوى الطلب على النفط في الربع الثاني من هذا العام مضيفا ان الاسعار الحالية مقبولة وان سلة اوبك في حدود 28 دولارا حاليا وهي ليست مرتفعة ولا تضر بالتالي بمصالح الدول المستهلكة. ومن جانبه استبعد وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أن تلجأ المنظمة إلى خفض الإنتاج لمعالجة ارتفاع الأسعار في اجتماع اليوم بالجزائر. وقال إن الارتفاع النسبي في الأسعار يعزى إلى المضاربة بالأسواق وإلى انخفاض مستوى الاحتياطي لدى الدول المستهلكة، مشيرا إلى أن هذه الزيادة التي تتسبب فيها المضاربة التي قد تصل إلى نحو 4 دولارات في البرميل. وأضاف خليل أن أوبك رفعت إنتاجها بما يعادل 1.7 مليون برميل يوميا منذ ديسمبر 2003 ولا يمكن بالتالي اللجوء إلى خفض الإنتاج على الأقل في اجتماع الجزائر في انتظار الاجتماع العادي للمنظمة يوم 31 مارس المقبل بفيينا. وأكد المسؤول الجزائري أن دول أوبك ليس باستطاعتها رفع الإنتاج في الوقت الحالي ونفس الأمر بالنسبة للدول المصدرة من خارج المنظمة التي تنتج بأقصى قدرتها. وخلص إلى أن التصور الأكثر ملاءمة هو البقاء على الإنتاج الحالي والمحافظة قدر الإمكان على الأسعار بين 22 و28 دولارا للبرميل وهي الآلية المتفق عليها مع الدول المستهلكة. وأشار خليل الى أن دول أوبك تتخوف من انهيار الأسعار في الفترة المقبلة لأنه لا توجد ضمانات اقتصادية وتجارية على بقاء حجم الطلب في المستوى الذي يبقي الأسعار فوق 22 دولارا للبرميل. وفي هذا الصدد قال إن أعضاء المنظمة مطالبون بوضع خطة حكيمة لضمان الانضباط التام فيما يخص الإنتاج تحسبا لتقلبات السوق في الأشهر القادمة لأن الارتفاع الحالي مثلما يؤكد عليه مرده لمؤثرات غير تجارية. مبينا ان بقاء مستويات الانتاج عند مستواها الراهن سيؤدي الى انخفاض الاسعار محذرا من انه لا يمكن لاحد التكهن حول مستوى هذا الانخفاض الامر الذي يجعل مهمة وزراء نفط اوبك صعبة جدا. وقال انه اذا قامت الاوبك بتخفيض معدلات انتاجها فان مثل هذا القرار سيساهم في رفع الاسعار الى مستويات جديدة يصعب تحديدها في الوقت الراهن . واضاف انه في حالة اقدام وزراء نفط الاوبك على رفع انتاج دولهم فان ذلك سيؤدي الى تراجع حاد في الاسعار مشيرا الى انه ليس متأكدا فيما اذا كانت اوبك ستتخذ مثل هذا القرار ام لا خاصة ان الدول الاعضاء تنتج حاليا باقصى طاقتها. واوضح ان قرار زيادة الانتاج ربما لن يكون خيارا امام وزراء المنظمة لسببين الاول يتصل باثاره على الاسعار و الثاني نتيجة النقص في القدرة الانتاجية . ويرى الوزير الجزائري ان الاحتمال الاخر هو خفض معدلات الانتاج لمواجهة التراجع المتوقع على الطلب العالمي لكنه قال بان أي قرار يتخذه وزراء النفط يعتمد على كيفية تقييم اوبك لانخفاض الاسعار المحتمل و اذا تم الشروع بمستوى مرتفع من الاسعار مثلما هو الحال الان فان المنظمة لن تكون بحاجة الى اجراء خفض قي انتاجها . تعيين امين عام جديد من جهة اخرى، قالت مصادر في اوبك ان موضوع تعيين امين عام جديد للمنظمة سيكون مطروحا على جدول اعمال مؤتمر الجزائر لكنها رفضت الخوض في تفاصيله مضيفة ان هذا الامر متروك لمداولات الوزراء ومدى التوفيق بين المرشحين الثلاثة من الكويت و ايران و فنزويلا . وحول هذا الموضوع قال وزير النفط الاماراتي انه قد يناقش وزارء نفط دول اوبك في اجتماعهم مسألة تعيين امين عام جديد للمنظمة لكنه قال انه ليس بالضرورة ان يتم اتخاذ قرار بشان هذا المنصب في هذا المؤتمر. وبخصوص انتخاب الأمين العام للمنظمة قال شكيب خليل إنه سيتم انتخاب أحد المرشحين الثلاثة لهذا المنصب. وأشار إلى أن الجزائر لم تقدم مرشحا عنها لكي لا تزيد من الخلافات بشأن هذا المنصب ولتسهل عملية الاختيار في أسرع وقت ممكن وذلك لخدمة مصلحة الأعضاء. الدولار وتسعير النفط واكد الناصري ان اوبك لن تتخلى عن الدولار الامريكي لتسعير النفط الخام ولن تستعيض عنه بسلة عملات او عملة اخرى رغم انخفاض سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية العالمية الاخرى مشيرا الى ان هذا الموضوع لن يطرح في اجتماع الجزائر. ونبه الوزير الجزائري إلى متاعب أعضاء أوبك في ظل الوضعية الحالية للسوق حيث تتضرر هذه الدول بشكل كبير من تراجع قيمة الدولار الذي تتعامل به في تصدير النفط أمام اليورو، خاصة الجزائر التي تصل مشترياتها بالعملة الأوروبية 70% مقابل 30% بالدولار. المشاركة من خارج المنظمة وعن الدول التي وجهت اليها الدعوة من خارج المنظمة لحضور اجتماع الجزائر الاستثنائي قالت مصادر مطلعة في المنظمة ان الدعوة شملت المكسيك وانغولا وكازخستان و عمان و روسيا، ورفضت التعليق على استثناء النرويج وهي من كبار المنتجين من بحر الشمال الامر الذي فسره البعض بان موقف المنظمة يعود الى رفض النرويج حضور مثل هذه الاجتماعات في الماضي. العراق موجود ويشارك في الاجتماع وزير النفط العراقي الدكتور ابراهيم محمد بحر العلوم على رأس وفد عراقي حيث سيقدم ورقة عمل حول مستقبل الصناعية النفطية في العراق يتناول فيها التطورات لمستقبل السياسة النفطية العراقية والمشاريع التي تخطط الوزارة لتفعيلها. وقال بحر العلوم"اننا سنقدم صورة واضحة عن احتياجات العراق وبخاصة القطاع النفطي في الدعم والاسناد". شكيب خليل - الدكتور ابراهيم بحر العلوم