يجمع وزراء نفط الدول الاعضاء في منظمة اوبك على عدم ضرورة تغيير حجم الإنتاج الرسمي البالغ 4ر25 مليون برميل يوميا قبل عقد الاجتماع المزمع عقده في فيينا. وأكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان ثمة إجماعا بين الدول الاعضاء للاستمرار في العمل بحصص الانتاج الحالية خلال الاجتماع. ورأى ان احتياطي النفط في الاسواق قبل فصل الشتاء لا يدعو للقلق بشأن زيادة الطلب على الطاقة او الى رفع سقف الانتاج. وقال خليل ان بلاده ستصوت خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) لصالح الابقاء على سقف انتاج المنظمة الحالي البالغ 5ر25 مليون برميل يوميا. وقال ان عودة العراق الى الانتاج داخل الاوبك لاتزال مستبعدة قبل حصوله على كامل حقوقه داخل المنظمة: "ولا اتوقع ان يؤدى ذلك الى انهيار الاسعار مع استمرار انتاج العراق خارج اطار اوبك" وفق الإجراءات التي اقرت بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء. من جانب آخر قال خليل ان الجزائر ستطالب مجددا برفع حصتها الانتاجية من 811 الف برميل يوميا حاليا الى مليون برميل وذلك من خلال قدراتها الانتاجية الحالية البالغة 1ر1 مليون برميل والتي من المتوقع ان تبلغ 5ر1 برميل بحلول عام 2005 . ومن جانبها قالت اندونيسيا انها تعتزم مطالبة منظمة أوبك بالحفاظ على سقف الانتاج الحالي عندما يجتمع وزراء الدول الاعضاء الاربعاء المقبل لبحث السياسة الانتاجية. جاء ذلك على لسان بورنومو يوسجيانتورو وزير النفط الذي أشار الى ان بلاده ستطلب من أوبك تجديد العمل بسقف الحصص الحالية لاوبك خلال الاجتماع في فيينا. وقال بورنومو ان بلاده ترحب بالوفد العراقي الذي سيشارك في المؤتمر الوزاري، قائلا: "سنرحب بهم دائما لان العراق عضو مؤسس في أوبك والعراق مازال عضوا في أوبك". ومن جانبه قال وزير النفط الفنزويلي رفائيل راميريز انه يجب ان تترك منظمة اوبك حصصها الإنتاجية عند مستوياتها الحالية، مبينا أن "سوق النفط تشهد وفرة في المعروض في الوقت الحالي وادى هذا الى استقرار اسعار النفط". ومن ناحية أخرى، قال سبنسر ابراهام وزير الطاقة الامريكي ان برودة الطقس عن المعتاد في فصل الشتاء بالولايات المتحدة قد تؤدي الى الضغط على المعروض في سوق الطاقة والى قفزة جديدة في أسعار النفط والغاز الطبيعي. وقال ابراهام بعد اجتماع مع الكسندر روميانتسيف وزير الطاقة الذرية في روسيا في موسكو: "اذا واجهنا شتاء باردا على نحو استثنائي فقد يضغط ذلك على قدراتنا وربما نواجه زيادات جديدة في الاسعار. وأضاف الوزير الامريكي: "نشعر بقلق شديد بشأن مستوى المخزون لكنه شهد تحسنا في الشهرين الماضيين. والمشكلة تركزت في الاساس في الغاز". ومن المرجح ان تحجم دول أوبك عن اتخاذ قرار بشأن المطالبة بزيادة حصص الانتاج حتى يستقر انتاج العراق ويتم إدراجه ضمن نظام الحصص. وتمكنت أوبك منذ عام 1998 من ابعاد نذر انهيار أسعار النفط عن طريق تحسين نظام الحصص وتراجع أكبر من المتوقع في معدلات انتاج بعض الحقول المتقادمة من خارج المنظمة في مناطق مثل بحر الشمال. وتحذر الدول المستهلكة من ان مخزونات الوقود مازالت ضعيفة بحيث يمكن ان تسبب ارتفاعا سريعا في الاسعار اذا جاء الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الارضية طويلا وباردا كما كان في العام الماضي. ومع تذبذب اسعار النفط حول مستوى 25 دولارا للبرميل الذي يمثل منتصف النطاق السعري المستهدف لاوبك قال العديد من الوزراء ان من المستبعد ان تعدل المنظمة سقف انتاجها البالغ 4ر25 برميل يوميا المعمول به منذ يونيو الماضي. وعلى الرغم من ان انخفاض الاسعار بنسبة 14 في المائة حتى الان هذا الشهر أعطى الاقتصاد العالمي المتباطئ دفعة للامام الا انه يعني ان المنظمة التي تسيطر على أكثر من نصف صادرات العالم النفطية ستحسب بقلق متى يتعين عليها خفض الانتاج قبل تكدس المخزونات. وقالت سارا ايمرسون من مركز دراسات انرجي سكيورتي اناليسيس في بوسطن: "اوبك مقبلة على انخفاض في الاسعار كاف لدفعها لخفض الانتاج في العام المقبل". وقال جورج بيرانيك من شركة بتروليوم فاينانس في واشنطن: "في وقت لاحق من هذا العام سيصبح التعاون مع المنتجين من خارج اوبك مسألة مهمة بالنسبة لاوبك وسينصب الاهتمام على روسيا". ويهدد تباطؤ الطلب على الوقود كذلك قدرة أوبك على تهدئة هبوط الاسعار. كما ان المنتجين من اعضاء اوبك الذين ينمو انتاجهم مثل نيجيرياوالجزائر لن يرغبوا في ترك منشآت نفطية مكلفة أقيمت لزيادة الطاقة الانتاجية عاطلة لفترة طويلة. وقالت أوبك ان انتاجها من النفط ارتفع بمقدار 438 الف برميل يوميا في أغسطس الماضي ليصل الى 81ر26 مليون برميل في اليوم لاستمرار تحسن الانتاج العراقي. وبناء على تقديرات مصادر ثانوية تستخدمها المنظمة في قياس انتاج الدول الاعضاء قال التقرير الشهري لاوبك ان الانتاج العراقي زاد بمقدار 440 الف برميل في اليوم ليصل الى 08ر1 مليون برميل يوميا متجاوزا مستوى المليون برميل يوميا للمرة الاولى منذ الغزو الامريكي في مارس. ويذكر أن هناك ثلاثة مرشحين في الانتخابات المقررة لاختيار أمين عام جديد لاوبك. اذ ينافس عدنان شهاب الدين الكويتي وهادي حسينيان مبعوث ايران السابق لدى الاممالمتحدة الامين العام الحالي الفنزويلي الفارو سيلفا.