أليس من العجيب ان تكون الامة الاسلامية امة مستضعفة بالرغم من انها خير امة اخرجت للناس وأليس من الغريب ان نعيش متخلفين عن ركب الحضارة مع ان اسلامنا دلنا على سبيل التقدم والسؤدد من خلال خطابه للامة او العبادات والفرائض او مبدأ الاستخلاف في الارض، فعلى سبيل المثال نجد ان الاسلام حث على اداء الصلاة في المسجد ليجتمع مجاوري المسجد مع بعضهم البعض خمس مرات في اليوم والليلة واهل الحي مرة في الاسبوع في صلاة الجمعة لتعميق اواصر التراحم والود والتعارف بينهم، والاسلام يعلم هذه الامة النظام والتآلف وحب الخير ومشاركة الآخر من خلال شهر الرحمة والمغفرة فالجميع يمسك ويفطر في وقت واحد، والحجاج يؤدون المناسك والواجبات والاركان في وقت ولباس واحد يلهجون بصوت ولسان ولغة واحدة (لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك) ويقفون دون تميز بين ابيض او اسود ولا جنسية على اخرى من هنا نجد ان الشارع يهدف لايجاد مجتمع بنسيج اسرة واحدة مترابطة لا يفرقها لون او طيف يقفون صفا واحدا يسألون إلها واحدا من خلال تجمع يومي واسبوعي وسنوي كل ذلك ليجعل الامة الاسلامية امة واحدة اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى والدليل على ذلك ان الخطاب بالقرآن الكريم موجه بصيغة الجمع (يا أيها الذين آمنوا)، (واذا سألك عبادي)، (مؤمنين)، (اذ انتم مسلمون...) ليعمق شعور الامة الواحدة وهو ما فهمه اسلافنا وتعاملوا معه، وهو اساس قيام اي حضارة او كيان شريطة ان يتخلى كل شخص عن الأنا ويبدأ التفكير في الآخر وفي المجتمع ويصهر ذاته مع ذات المجموعة، ومن منا لم يقرأ او يسمع قصة الايثار المشهورة بشرب الماء وما تعطيه من مدلولات ومستخرجات بان الآخر مقدم على النفس وان حاجة الآخر قد تكون اكبر من حاجته فسادوا الدنيا وفازوا (ان شاء الله) في الآخرة ونشروا الاسلام واسسوا امبراطوريات لا تغيب عنها الشمس، هذه احد مفاهيم الاسلام ونظرته للمجتمع التي يجب ان نعيها ونفهمها لنلحق بالركب ونكون بحق خير امة اخرجت للناس.. ولا عجب. في الختام ابارك لكم عيدكم واسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وان يتقبل من الحجاج ويغفر لهم وان يعودوا الى ديارهم بذنب مغفور وسعي مشكور انه ولي ذلك والقادر عليه، وكل عام وانتم بخير.