عين الرئيس الاميركي جورج بوش رسميا ليل الجمعة السبت اعضاء لجنة مستقلة كلفها بالتحقيق حول معلومات لاجهزة الاستخبارات الاميركية دفعتها الى استنتاج وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وقال بوش خلال كلمة القاها في البيت الابيض: نحن عازمون على ان نعرف لماذا لم يتم العثور علي اي اسلحة دمار شامل في العراق. ويرأس اللجنة التي تضم مبدئيا اعضاء من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، السناتور الديموقراطي السابق تشاك روب والقاضي الجمهوري المحافظ لورانس سيلبرمان. وقد عين بوش الجمعة سبعة فقط من اعضاء اللجنة التسعة. ويفترض ان ترفع اللجنة تقريرها في 31 مارس 2005 اي بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في نوفمبر المقبل التي يسعى خلالها الرئيس بوش للفوز بولاية ثانية من اربع سنوات في البيت الابيض. وقررت الولاياتالمتحدة في مارس الماضي شن حرب على العراق للاطاحة بنظام صدام حسين مستندة الى معلومات صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) تفيد ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل. لكن الرئيس السابق لمجموعة التفتيش في العراق الاميركية ديفيد كاي اعتبر الاسبوع الماضي ان السي اي ايه اخطأت على ما يبدو. واضاف بوش ان ديفيد كاي قال الاسبوع الماضي ان صدام حسين كان لديه برامج للتسلح ونشاطات تخالف قرارات مجلس الامن الدولي وتشكل تهديدا للعالم. واوضح ان كاي قال ايضا ان بعض المعلومات التي جمعتها اميركا ودول اخرى معنية بمخزون الاسلحة العراقية لم تتأكد. نحن مصممون ان نعرف لماذا. وقال ايضا نحن عازمون ايضا على ان تكون الاستخبارات الاميركية دقيقة قدر الامكان للرد على كل التحديات التي سنواجهها في المستقبل. ان نشر اسلحة الدمار الشامل هو احد التهديدات الاكثر جدية بالنسبة للسلام العالمي. وعين بوش السناتور جون ماكين الذي نافسه على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض معركة الرئاسة عام 2000، عضوا في اللجنة. واعلن بوش كذلك تعيين كل من لويد كاتلر المستشار السابق للرئيسين الاميركيين السابقين جيمي كارتر وبيل كلينتون، وريك ليفين رئيس جامعة يال والادميرال بيل ستودمان المدير السابق لوكالة الاستخبارات الاميركية والقاضي بات وولد الذي كان احد هيئة القضاة في محكمة الاستئناف، اعضاء في اللجنة.وسيتم تعيين العضوين المتبقيين في وقت لاحق. واعتبرت المعارضة الديموقراطية ان اللجنة التي عينها بوش منحازة ومهمتها محدودة. وقالت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي توافرت لنا فرصة تشكيل لجنة مستقلة فعلا يمكن ان تقدم نظرة جديدة حول المسألة ولكن عوضا عن ذلك نحن امام لجنة تشرف عليها السلطة التنفيذية كليا لاجراء تحقيق حول السلطة التنفيذية. اما زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل فاعتبر ان الرئيس لا يتيح للجنة البحث في العدد المتزايد من الاسئلة التي يطرحها ملايين الاميركيين حول تصريحات واعمال الادارة قبل الحرب على العراق. واكد الرئيس الاميركي ان عمل اللجنة لن يقتصر على العراق موضحا ستبحث في المعلومات التي نملكها حول برامج التسلح في دول مثل كوريا الشمالية وايران. ستدرس معلوماتنا حول التهديدات التي كانت تطرحها ليبيا وافغانستان قبل التغييرات التي طرأت في هذين البلدين. ووافقت ليبيا في ديسمبر على التخلص من برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل بعد مفاوضات مع الولاياتالمتحدة.