عزيزي رئيس التحرير اليهود شراذم لفظتهم بلدان كثيرة من دول العالم تجمعوا في فلسطين عن طريق الهجرات حيث حصل لهم الشتات الاول المسمى بالشتات البابلي والشتات الثاني المسمى بالروماني وتفرقوا في انحاء كثيرة من دول العالم، واستوطن معظمهم في المانيا (فرانكفورت) واذاقتهم النازية سوء العذاب بسبب تعاملهم مع اعداء البلاد وخيانتهم لمن يعيشون على ارضهم وانقطعت صلتهم بفلسطين وكان عددهم لا يتعدى عشرات الالوف والتاريخ يشير الى ان العرب هم اهل فلسطين الذين عاشوا في ارض كنعان منذ 3 الاف سنة قبل الميلاد وهم الذين جابهوا هجمات الصليبية وانتصر عليها صلاح الدين. ويصور المؤرخون خروج الصليبيين من بيت المقدس عندئذ وقد باعوا متاعهم بالمجان في سوق الهوان، واضطروا الى ترك الكثير منه لثقله وصعوبة حمله (1)، وحينما تعرض اليهود للطرد من دول العالم التمسوا من السلطان العثماني التنازل عن فلسطين ولكنه رفض ذلك، ومن ثم جاءت فكرة الاستيطان شيئا فشيئا بعد ان تآمرت الصهيونية بواسطة حاييم وايزمان الذي حصل على وعد بلفور بان تكون فلسطين الوطن القومي لليهود وبالرغم مما جاء في تقرير لجنة (كنج وكرين) من تحديد الهجرة اليهودية الى فلسطين والعدول بتاتا عن الخطة التي ترمي الى جعل فلسطين دولة يهودية) (2)، الا ان تشرشل اصر على ان تصريح بلفور امر واقع واقر في الكتاب الابيض بولائه وتعاونه مع الصهيونية وان كل هدنة بين الفلسطينيين واليهود تباركها الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصهيونية وهذه الدول ترى انها مؤامرة ضد عرب فلسطين وهذا هو اسلوب هذه الدول حتى ايامنا هذه والصهيونية العالمية واليهود لا يرغبون في بلد آخر غير فلسطين رغبة في تحقيق وعد بلفور ولذا خاض اليهود معارك مع العرب في 48 و56 و67 و1973 واستمرت سياسة المناوشات والاعتداءات اليهودية والغدر وخرق اي هدنة وكل ذلك من اجل بقاء اسرائيل، والولاياتالمتحدة والصهيونية تساندان وتساعدان اسرائيل في الباطن والظاهر وصدق الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما ان عين السخط تبدي المساويا هكذا تخلت الولاياتالمتحدة عن الحياء حين تصف الفلسطينيين الذين يدافعون عن انفسهم بالحجارة (بالارهابيين) وفي الوقت نفسه تغمض عيونها وتصم اذانها عن افعال اليهود الذين يمطرون الفلسطينيين بالطائرات القاذفة والصواريخ المدمرة للمنازل كما يمشطون البلاد شبرا شبرا وقرية بعد قرية فكم كان الفرق شاسعا بين ما تفعله اسرائيل وما يقاوم به الفلسطينيون عن انفسهم ، ولهذا اضطر الفلسطينيون رجالا ونساء لرفع الغبن والقهر فأخذوا يفجرون انفسهم بأحزمة ناسفة وسط التجمعات اليهودية كي يلقنوهم دروس حب الموت في سبيل الله دفاعا عن النفس ثم الوطن.حقا ان اليهود خائنون في عهودهم وناقضون لهدناتهم ومراوغون في مواثيقهم وارهابيون في افعالهم ومن الامثلة على ذلك ما يأتي: تهربهم ورفضهم لاحكام الله في كل من التوراة والقرآن الكريم وذلك حينما زنا يهودي بيهودية وكانا محصنين وحكم عليهما بالرجم فثارت ثائرتهم واشتد غضبهم لهذا الحكم فانزل الله فيهم قوله الكريم: (الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) ال عمران الاية 23، هكذا كان اليهود ولم يرضوا بتحكيم كتب الله فيهم. ان جهلهم وغرورهم امليا عليهم بان يتجرأوا على الله ويقولوا يد الله مغلولة وجل القائل: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) المائدة الاية 64. تطاول بعض اليهود على الله بقولهم: (ان الله فقير ونحن اغنياء) وجل القائل: (لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق) ال عمران الاية 181، هكذا كان عصيانهم وغرورهم امليا عليهم وصف الله الكريم بالفقر وتكذيبهم وقتلهم الرسل حينما جاءوهم بالبينات. زعمهم وكذبهم على الله بانهم ابناء الله واحباؤه وسورة الاخلاص تدحض قولهم وترد على مزاعمهم وجل القائل (وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم) المائدة الاية 18. ان شارون وجميع من سبقوه ليس لهم اي نية في الصلح ويود الجميع من الصهاينة والاسرائيليين ومن يبارك اعمالهم ان تكون الارض الفلسطينية لقمة سائغة وشارون هو الذي يغدر ويخون في اي هدنة وهذا ما جعل خارطة الطريق ممزقة والطريق مسدودة في نفق ومظلم. قتلهم للفلسطينيين بدون رحمة ولا هوادة يتعقبونهم في كل مكان وفي كل شبر.. يفرضون الاقامة الجبرية على المسؤولين كما فعلوا في محاولة اغتيال الرنتيسي وقتلوا ابو شنب كما قتلوا من قبله الدرة وغيرهم وشردت الكثير من ديارهم.. الخ. وفي الختام ازف للمجاهدين الفلسطينيين الف تحية وادعو الله من كل جوارحي وقلبي ان يرد ارض فلسطين جميعها والمسجد الاقصى للاسلام والمسلمين وشكرا لله ثم للمجاهدين الفلسطينيين واطفال الانتفاضة على ما قدموا من بسالة ودفاع عن دينهم ووطنهم وامل من جميع المسلمين في بقاع العالم مساعدة الشعب الفلسطيني والوقوف معه جنبا الى جنب بالنفس والمال لان القضية الفلسطينية قضية اسلامية وعربية وفي هذه الحالة لم يأت المسلمون والعرب بشيء جديد وانما هم يقتدون كما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثل ابو طلحة وزياد ابن السكن يدافعون عنه رغبة في حماية الدين الاسلامي ورفع رايته. اللهم نسألك النصر للاسلام والمسلمين، اللهم استجب دعاءنا. الهوامش: (1) ص 822 من كتاب الحروب الصليبية تأليف سعيد عاشور الجزء الثاني. ( 2) ص 16 من محاضرات في تاريخ القضية الفلسطينية د.محمود حسن صالح 1394/93. عبداللطيف سعد العقيل