عزيزي رئيس التحرير يجب ان نعترف بان مشارف العصر تضع الانسان امام حقائق ومعايير ومفاهيم جديدة.. وان قمة المعارف الانسانية في هذا العصر وان بدت مشرقة بكل انجازاتها العلمية لكنها لا تعني ابدا وجود الانسان الافضل.. لهذا فان تواجد الانسان المسلم في هذا العصر لم يعد لحظة ولادة تضاء فيها شموع الفرح ثناء ومدحا. حضور الانسان المسلم امر حتمي للغاية.. تبرره مشاكل العصر وماديته وعودة الصراع الوثني والصليبي والالحادي في اساليب شرسة تستهدف الامور الاتية: ابراز تخلف الشعوب الاسلامية وحاجتها الماسة الى مساعدة الشرق والغرب وافتقارهم الى تقنية العصر. تعميق الشعور بان الاسلام لم يعد سوى مجرد طقوس لكنه لم يعد قادرا على بناء الحضارة العصرية. تمكين المفكرين الشباب من ابناء المسلمين بالتحصيل العلمي المادي في اجواء بعيدة عن الالتزام الاسلامي ومحاولة شد انتباههم الى اشراقات العلم وتلاحق الحياة الغربية. من هنا تبرز اهمية حضور الرجل المسلم مفكرا كان او شاعرا او كاتبا او حتى متأملا.. مسؤولية حضور الرجل المسلم هي الجهاد الصادق بالمشاركة في اقتحام اقبية العصر دون توقف المشاركة بالفهم العميق لدور الاسلام في صناعة الانسان وليس شعاراته. دور الانسان المسلم الذي لا يحجبه عن الرؤية الواضحة تعصب اعمى او تقوقع داخل بيئة منفصلة عن قضايا العالم. حضور الانسان المسلم ومشاكله الذي لا تشغله سلبيات الشكل عن المضمون ولا يتحرك جهده الى تشنج او تطرف. لقد شهدنا خلال ربع قرن من الزمن قيام مؤسسات ومنظمات اسهم بعضها في القاء الضوء على رسالة الانسان المسلم الذي يدعو الى الله على بصيرة دون ان يتحول جهده الى صدام سياسي او عسكري استغلت فيه الوظيفة، او تحول جهده الى محاربة في ميادين وتحول البعض منها الى نضال جانبي لم يكن الاجتهاد فيه قدرة في العمل الاسلامي الذي يواجه حقائق العصر. فالاسلام لم يكن في تشريعه الا تنظيما محكما للحياة وتحقيقا لممارسة الاحياء لدورهم في بناء حياتهم مع ارتباط دائم بمعادهم. الاسلام يرفض ان يكون مطية للاهواء والرغبات والنزعات لانه لم يكن في يوم من الايام وسيلة من وسائل الظهور الشخصي وانما كان وسيلة حياة كريمة يشكل العطاء فيها الجانب الخير وتتحكم فيها البصيرة على العاطفة والحماس.. الاسلام يفترض في المسلم ان يكون قوة بلاعنف وتواضعا بلا مهانة وعزة بلا صلف او غرور. اقول العصر حقيقة والفكر المادي حقيقة والصراع المنظم والحملات المسعورة حقيقة والابداع في طرح المغريات حقيقة والانسان المسلم في مسؤوليته الجديدة القديمة هي المواجهة مواجهة الحقائق بمعايشة حركة العالم يواكبها ويتأمل فيها ويساهم في عمليات تحقيق رؤية الفرد المسلم. فرسالة الرجل المسلم ان يواجه الحقائق لا ان يرفضها وان يستوعبها دون سلبية او هروب قال تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس) هكذا وصفنا الله في محكم كتابه. @@ سعد فهد القحطاني سراة عبيدة